(فَآخَرَانِ) مبتدأ و (يَقُومَانِ) خبره، و (الأَولَيَنِ) بدل إمَّا
من قوله:(فَآخَرَانِ) أو من الضمير في قوله: (يَقُومَانِ) أو يكون
خبر ابتداء مضمر، فهذه ستة أوجه في إعرابه،
وقد أجاز أبو الحسن وجهاً سابعاً: وهو أن يكون: (الأَولَينِ) صفة لقوله: (فَآخَرَانِ) قال: ويجوز ذلك، وإن كان قوله:(فَآخَرَانِ) و (الأَولَينِ)
معرفة، لأن ذلك تعريفه للجنس، وقوله:(فَآخَرَانِ) قد وصف، والنكرة
الموصوفة قريبة من المعرفة بالألف واللام الدالة على الجنس،
ولهذا صح أن يوصف ما فيه الألف واللام بغيره مثل في نحو:(صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ)
وحُكي: مرَرْتُ بالرجل مثلك، وذلك أنهما (الأَولَينِ) أي هما أولى من غيرهما، لأنهما أعرف بأحوال الميت، ولأنهما من المسلمين، فإن الخطاب من أول الآية مصروف إليهم،