إن قيل: كيف قالوا لا علم لنا، فنفوا العلم كله عن
أنفسهم وذلك كذب؟
قيل: في ذلك أوجه: الأول: قال الحسن: من هَوْلِ
ذلك اليوم نَسُوْا كل ما عملوه،
فإن قيل: وكيف يصح ذلك، وقد قال: (وَلَا خَوفٌ عَلَيهِم)،
وقال: (لَا يَحزُنُهُمُ الفَزَعُ الأَكْبَرُ)؟
قيل: إن معنى لا يحزنهم ولا خوف عليهم أنه لا يصيبهم ما يقتضيه
الخوف، إلا أنه يعتريهم، وهذا كقولك لمن يرتعد خوفاً لا خوفاً عليك، أي
لا يحق خوفك.
الثاني: قال ابن عباس: لا علم لنا بالإضافة إلى علمك، وهذا
لمن استخبر من هو أعلم بالخبر منه، فيقول: لا علم لي.
التالث: أن السؤال يقع على ما اعتقده، لا ما أظهروه، وذلك لا علم للأنبياء به، إنما يعلمه المطلع.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute