معنى الطائش، والقصد باشتراء الحياة الدنيا في هذه الآية [وبالرضى في هذه الآية] وبايثارها في نحو قوله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ طَغَى (٣٧) وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا} في نحو قوله: {وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا} وبالإخلاد إليها في قوله تعالى {وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ} وباتباع الهوى في نحو قوله، {وَاتَّبَعَ هَوَاهُ} وبعبادة الشيطان في نحو قوله: {لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ} وبإتباع الخطوات في نحو قوله: {وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ} وبنصرة الشيطان في قوله: {أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ} كل ذلك قصد واحد في أنه حث على تجنب المعاصي وأن اختلفت العبارات وتفاوتت الأنظار، وبين الله تعالى بالآية أن من فعل ذلك فهو معاقب لا يخفف عذابه، أما في الدنيا، فمعذب لشرهه على تتبع فضولات المال وجمعه، كما قال:{إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}، فلا يكون لطلبها غاية إذا انتهى إليها خفف عذابه، وأما في الآخرة فبدوام العذاب الأليم، وبين تعالى أنه لا يجد نصرة من جهة ماله في الدنيا، كما قال حكاية عن المحتضر:{مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ} ولا في الآخرة، كما قال:{مِنْ وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ وَلَا يُغْنِي عَنْهُمْ مَا كَسَبُوا شَيْئًا} الآية، وقوله {فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ} قيل: هو داخل في صلة الدين والصحيح أنه جواب لتضمن لفظه الذين معنى الشرط كما هو جواب في قوله: {إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ}.