وعلى هذا قال تعالي:{إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً}، وقوله:{مِنْ حَيْثُ} أي من عرفَةَ، وقيل: من المزدلفة، وهو أقرب، لأن بعده:{فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ}، والاستغفار، والتوبة، والإنابة، والأوبة تتقارب، لكن الاستغفار [طلب] غفر الذنب، والتوبة تركه، والإنابة: الرجوع عن الضلال إلى الهدى، والأوبة رجوع القلب إلي الله تعالى، وهذه المعاني وإن كانت متلازمة، فألفاظها اختلفت
لاختلاف النظرات، فأمر تعالى بالاستغفار له عن الاشتغال بغيره من أمور الدنيا، وبين أن الله تعالى غفور للمطيعين، رحيم بالعاصين، يدعوهم برحمته إلي بابه، ويرغبهم في جزيل ثوابه ...