و " ما شاء الله كان "، و " إنك لنافقة "، ونحو ذلك، وقوله:{وَلَكِنْ لَا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا}
قال ابن عباس: وابن جبير والشعبي ومجاهد هو تصريح الوعد بالنكاح، وقال الحسن وجابر، الزني وقال زيد بن مسلم لا تنكحوها في عدتها، واللفظ محتمل، ولكن الأظهر ما قال ابن عباس، لأن ذلك لم يستفد إلا بهذه الآية، فأما خطر الزنى ففي كل حال، والمنع عن التزوج بالمعتدة معقول من غير هذه الآية، ويصح حملها على كل ذلك، فقد نهينا عن جميعه، وقوله {عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ} أي لما علم رغبتكم فيهن وخوفكم أن يسبقكم إليهن غيركم، أباح لكم التواصل إلى مرادكم بالتعريض وليس النهي عن العزم نهيا عن حكم الضمير، فقد أباح لنا التعريض فضلاً عنه، وإنما عنى بت القول، وقوله:{حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ} أي تنقضي العدة والكتاب عبارة عن المدة المفروضة أو أريد حكم الكتاب، وقوله:{وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ} دل على معنيين، أحدهما: ما في قوله: {يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى}، والثاني: ما في قوله: {إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ}، تنبيها أنه علم شرور أنفسكم، ثم حذرنا منه كقوله:{وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ}، ثم رجانا غفرانه، وسكن منا بما أنبأنا من حلمه بقوله:{أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ}، واللفظان: أعني {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ}، وقوله، {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ} وصف به أولياءه في قوله: {وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ}