الحكماء عن الفرق بين النوم والموت، فقال: الموت نوم ثقيل، والنوم موت خفيف، ولما كان النوم يقتضي السكون، قيل لمن يسكن إلى إنسان أو شيء استنام إليه، وإلى مقتضاه أشار بشار بقوله:
إذا أيقظتك حروب العدا ....
فنبه لها عمراً ثم نم
{مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ} قيل: الماضي، {وَمَا خَلْفَهُمْ} المستقبل، وقيل على العكس من ذلك، وهذا الاختلاف لاختلاف تصور ما اعتبر به الخلف والقدام، ولهذا يقال: خلفت كذا لما قضيته، وخلفي كذا لما لم تفعله بعد، وعلى ذلك قيل: وراءهما: الخلف والقدام، وقيل:{ما بين أيديهم}: الدنيا، {وَمَا خَلْفَهُمْ} الآخرة، وقيل بالعكس من ذلك، وقيل:{مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ}: المحسوس، {وَمَا خَلْفَهُمْ} المعقول، وقيل:{مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ} المحسوس والمعقول، {وَمَا خَلْفَهُمْ} الغيوب التي لا سبيل للإنسان إلى معرفتها، والكرسي في تعارف العامة اسم لما يقعد عليه، وهو في الأصل منسوب إلى الكرسي أي الملبد، والكراسة للمتكرسة من الأوراق، والكروس، للمتراكب بعض أجزاء رأسه على بعض لكبره، والكرياس: الكنيف المكرس بالفناء إلى السطح، وروي ابن عباس: أن الكرسي: العلم، وليس ذلك بتعبد من حيث الاشتقاق نسبة إلى الأوراق التي تثبت فيها العلوم، كقولك: كراسي، وقيل: كرسيه: أصل ملكه، وكراسي القوم معتمدهم، وأنشد: