ذروا العمل به، وكالاهما يصح له اللفظ، فيحمل عليهما وروي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال في خطبته بمكة:" ألا إن كل ربا كان في الجاهلية، فهو موضوع، وأول ربا أضعه ربا العباس بن عبد المطلب " وروي أن أهل الطائف صالحوا على أن لهم رباهم في الناس، فلما أسلموا امتنع بنو المغيرة من دفع الربا، وترافعوا في ذلك إلى عتاب بن أسيد عامل النبي - صلى الله عليه وسلم - على مكة، فكتب في ذلك إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - الله، فكتب عليه الصلاة والسلام بالآية، ونبه تعالى بالآية أن المربي غير متق لله، فإن تقواه اتقاء معاصيه من المحظورات العقلية والشرعية، وقد تقدم أن تعاطي الفعل يدعو إلى جنسه خيرا كان أو شرا، فمن اتقاه في شيء ما فهو أقرب إلى أن يتقيه في غيره ..
إن قيل: كيف قال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا}، ثم قال:{إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}؟
قيل: سماهم مؤمنين لإقرارهم بالإيمان ثم بين بقوله: {إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} أن من شرط الإيمان التزام أحكامه، فإن (فإن كنتم مؤمنين) فلابد من التزام ذلك، وقيل: معناه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} قولا التزموا ذلك إن كنتم مؤمنين فعلا وهذا يرجع إلى الأول، وقال مقاتل: معنى: {إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} إذ كنتم مؤمنين ووجه قوله: إن (إن) مترددة فيما يتحقق وقوعه، وفيما لا يتحقق، و (إذ): تقال فيها كان