للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولأنه إذا أخذ الميثاق على الأنبياء فقد أخذ على أممهم لمشاركتهم

أنبياءهم في عامة ما شرع لهم، وأما كيفية أخذ هذا العهد، فقد

قيل: كان ذلك بقول وأمرٍ من الله للأنبياء بأن يخبروا قومهم

بذلك، وقد قيل: إن ذلك بما ضمنه عقولهم أن الحق حيث ما وجد

يجب أن يتبع، ولما أخبر الله تعالى في الآية المتقدمة أن ليس لأحد

ما ادعاه من قوله: (مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ)

ذكر هاهنا أنه تعالى لم يخلِ الأنبياء مع كونهم مأمونين

على الغيب من أخذ ميثاقهم بمظاهرة البعض البعض.

وقوله: (فَاشْهَدُوا) قيل معناه اعلموا، فإن الشهادة وقت التحمل هو

العلم، ووقت الإِقامة هو الإِخبار، وقوله: (وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ)

على حد ما تقدم في قوله: (شَهِدَ اللَّهُ).

<<  <  ج: ص:  >  >>