للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

على ما أُمر المنزَّلُ عليه أن يبلّغ غيره، وأُنزل إليه على ما خُصّ به

في نفسه، وإليه نهاية الإِنزال وعلى ذلك قال: (أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ)، وقال: (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ) فخُصّ بإلى هاهنا لما كان مخصوصاً بالذكر الذي هو بيانُ المنزل، وهذا كلام أي الأولى، لا في الوجوب، وأما إعادة لفظ (ما أوتي) هناك فلأنه لما كان لفظ الخطاب عاماً، ومن حُكْم خطاب العامة البسط دون الإِيجاز

بسط اللفظ، ولما كان الخطاب هاهنا خاضًا للنبي - صلى الله عليه وسلم - على ما قدمنا اكتفى فيه بالإِيجاز.

وإن قيل: إذا كان ذلك أمراً للنبي - صلى الله عليه وسلم - أن

يقوله، فكيف قال: (وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ)؟

قيل: إنما ذكر ذلك تنبيهاً أن أمته غير منفردين عنه في هذا الاعتقاد، وغير مكروه لهم أن يبلّغوا ذلك تبليغ النبي - صلى الله عليه وسلم -

فكيف فسح لهم التبجح بذلك مع كون التبجح مذموماً؟

قيل: التبجح هو إظهار الإِنسان

<<  <  ج: ص:  >  >>