للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قصر عن أوصافك العامل ... وكثر الناثر والناظم

من يكن البحر له راحة ... يضيق عن خنصره الخاتم فاستحسنه الأمير ووهب له الحلقة، وكانت من ذهب. وكان بين يدي الأمير غزال مستأنس، وقد ربض وجعل رأسه في حجره، فقال ظافر بديهاً:

عجبت لجرأة هذا الغزال ... وأمر تخطى له واعتمد

وأعجب به إذا بدا جاثِماً ... وكيف اطمأن وأنت الأسد فزاد الأمير والحاضرون في الاستحسان. وتأمل ظافر شيئاً كان على باب المجلس يمنع الطير من دخولها فقال:

رأيت ببابك هذا المنيف ... شباكاً فأدركني بعض شك

وفكر فيما رأى خاطري ... فقلت البحار مكان الشبك ثم انصرف وتركنا متعجبين من حسن بديهته، رحمه الله تعالى وغفر له] (١) .


(١) انفردت ر بأكثر ما ورد بين معقفين، وبعد هذا الموضع زاد في النسخة ج ما يلي: وقال علي بن ظافر في كتاب " البدائه ": وذكر لي أن جماعة من الشعراء في أيام الأفضل خرجوا متنزهين إلى الأهرام ليروا عجاب بنائها ويتأملوا ما سطر الدهر من العبر، فاقترح بعض من كان معهم فيها، فصنع أبو الصلت أمية بن عبد العزيز:
بعيشك هل أبصرت أعجب منظراً ... على ما رأيت عيناك من هرمي مصر
أنافا بأعنان السماء وأشرفا ... على الجو إشراف السماك أو النسر وأنشد أبو المنصور ظافر الحداد (الديوان: ٤) :
تأمل هيئة الهرمين وانظر ... وبينهما أبو الهول العجيب
كعمارتين على رحيل ... لمحبوبين بينهما رقيب
وفيض البحر عندهما دموع ... وصوت الريح بينهما نحيب
وظافر سجن يوسف مثل صب ... تخلف فهو محزون كئيب

<<  <  ج: ص:  >  >>