للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذلك في سنة ٣٥٠؛ وفيها (١) كتب عامة الشيعة ببغداد بأمر معز الدولة على المساجد سب الصحابة، فأما الخليفة فكان محكوماً عليه لا يقدر على المنع، وأما معز الدولة فإن بعض الناس حك هذا المكتوب ليلاً فأراد أن يأمر بإعادته فأشار عليه الوزير أبو محمد المهلبي بأن يكتب مكان ما محي: لعن الله الظالمين لآل رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله، ولا يذكر أحداً في اللعن، ففعل ذلك.

(٢١)

(ترجمة المستعلي الفاطمي، رقم: ٧٤، ص: ١٧٩، س: ٢٢) (٢)

وذلك أن المستنصر عهد في حياته بالخلافة لابنه نزار فخلعه الأفضل وبايع للمستعلي، وسبب خلعه أن الأفضل ركب مرة في أيام المستنصر ودخل دهليز القصر من باب الذهب راكباً ونزار خارج والمجاز مظلم فلم يره الأفضل، فصاح به نزار: انزل يا أرمني، كلب على فرس، ما أقل أدبك! فحقدها عليه؛ فلما مات المستنصر خلعه خوفاً على نفسه وبايع للمستعلي، فهرب نزار إلى الإسكندرية فبايعه أهلها وسموه المصطفى لدين الله، وكان بها ناصر الدول افتكين فبايعه وخطب الناس ولعن الأفضل، وأعانه القاضي جلال الدولة ابن عمار قاضي الإسكندرية فسار إليه الأفضل وحاصره وأخذ افتكين فقتله، وقتل جلال الدولة [بن] عمار ومن أعانه وتسلم المستعلي نزاراً وبنى عليه حائطاً فمات.


(١) في ابن الأثير سنة ٣٥١؛ انظر ص: ٥٤٢.
(٢) اشتركت نسختا د وآيا صوفيا (٤٥ ب) في هذه الزيادة.

<<  <  ج: ص:  >  >>