للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٥٢٨ - (١)

[الفضل بن الربيع]

أبو العباس الفضل بن الربيع بن يونس بن محمد بن عبد الله بن أبي فروة، واسمه كيسان، مولى عثمان بن عفان، رضي الله عنه، وقد تقدم ذكر أبيه في حرف الراء وشيء من أخباره مع المنصور أبي جعفر، فلما آل الأمر إلى الرشيد واستوزر البرامكة، كان الفضل بن الربيع يروم التشبه بهم ومعارضتهم، ولم يكن له من القدرة ما يدرك به اللحاق بهم (٢) ، فكان في نفسه منهم إحن وشحناء، قال عبيد الله بن سليمان بن وهب: إذا أراد الله تعالى هلاك قوم وزوال نعمتهم جعل لذلك أسبابا، فمن أسباب زوال أمر البرامكة تقصيرهم بالفضل بن الربيع وسعي الفضل بهم وتمكنه من المجالسة مع الرشيد (٣) فأوغر قلبه عليهم ومالأه على ذلك كاتبهم إسماعيل بن صبيح (٤) حتى كان ما كان.

ويحكى أن الفضل المذكور دخل يوما على يحيى بن خالد البرمكي، وقد جلس لقضاء حوائج الناس، وبين يديه ولده جعفر يوقع في القصص، فعرض الفضل عليه عشر رقاع للناس، فتعلل يحيى في كل رقعة بعلة ةلم يوقع في شيء منها


(١) أخباره وترجمته في تاريخ بغداد ١٢: ٣٤٣ ومعجم المرزباني: ١٨٢ ومواضع متفرقة من الوزراء والكتاب والكامل لابن الأثير (ج: ٦) والنجوم الزاهرة ٢: ١٨٥ وزهر الآداب: ٥٤١، ٥٤٥ وعبر الذهبي ١: ٣٥٥ والشذرات ٢: ٢٠ والبداية والنهاية ١٠: ٢٦٣ وإعتاب الكتاب: ٩٩، وهذه الترجمة كما أثبتناها وردت في ر والمختار وهي موجزة في سائر النسخ.
(٢) ر: لحاقهم.
(٣) المختار: وتمكن بالمجالسة من الرشيد.
(٤) تجد أخبار إسماعيل في صفحات متفرقة من " الوزراء والكتاب " للجهشياري وإعتاب الكتاب: ١٠٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>