للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

السيرة، وكان شق وسطيح من أعاجيب الدنيا، أما سطيح فكان جسداً ملقى لا جوارح له، وكان وجهه في صدره ولم يكن له رأس ولا عنق، وكان لا يقدر على الجلوس، إلا أنه إذا غضب انتفخ فجلس، وكان شق نصف إنسان، ولذلك قيل له شق، أي شق إنسان، فكانت له يد واحدة ورجل واحدة (١) وعين واحدة وفتح عليهما في الكهانة ما هو مشهور عنهما، وكانت ولادتهما في يوم واحد، وفي ذلك اليوم توفيت طريفة ابنة الخير الحميرية الكاهنة زوجة عمرو مزيقيا بن عامر ماء السماء، ولما ولدا دعت بكل واحد منهما وتفلت في فيه، وزعمت أنه سيخلفها في علمها وكهانتها، ثم ماتت من ساعتها ودفنت بالجحفة، وعاش كل واحد من شق وسطيح ستمائة سنة.

وكرز: بضم الكاف وسكون الراء وبعدها زاي.

والقسري - بفتح القاف وسكون السين المهملة وبعدها راء - هذه النسبة إلى قسر بن عبقر، وهي بطن من بجيلة.

٢١٤ - (٢)

[خالد المهلبي]

أبو الهيثم خالد بن خداش بن عجلان المهلبي مولى آل المهلب بن أبي صفرة؛ من أهل البصرة، سكن بغداد وحدث بها عن مالك بن أنس والمغيرة بن عبد الرحمن ومهدي بن ميمون وحماد بن زيد وغيرهم [وروى عنه أحمد بن حنبل


(١) علق بعض الموفقين على هذا الموضع في هامش النسخة د بقوله: " ومن جملة عجائب شق أن يكون له، ولد وهو كما ذكر " قلت: حين تتحول الأسطورة إلى تاريخ يعيش شق أيضاً ستمائة سنة ولا يجد من يعجب من ذلك.
(٢) ترجمته في ميزان الاعتدال ١: ٦٢٩ وتاريخ بغداد ٨: ٣٠٤ وتهذيب التهذيب ٣: ٨٥؛ وقد قال فيه أبو حاتم: صدوق؛ وقد انفردت ص ر بهذه الترجمة، ولم ترد في مسودة المؤلف وسائر النسخ.

<<  <  ج: ص:  >  >>