للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(١) ٢٤٢

[زبيدة أم الأمين]

أم جعفر زبيدة بنت جعفر بن أبي جعفر المنصور بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب بن هائم، وهي أم الأمين محمد بن هارون الرشيد؛ كان لها معروف كثير وفعل خير، وقصتها في حجها وما اعتمدته في طريقها مشهورة فلا حاجة إلى شرحها.

قال الحافظ أبو الفرج ابن الجوزي في كتاب " الألقاب ": إنها سقت أهل مكة الماء بعد أن كانت الرواية عندهم بدينار، وإنها أسالت الماء عشرة أميال بحط الجبال ونحوت الصخر حتى غلغلته من الحل إلى الحرم، وعملت عقبة البستان، فقال لها وكيلها: يلزمك نفقة كثيرة، فقالت: أعملها ولو كانت ضربة فأس بدينار، فبلغت النفقة عليه ألف ألف وسبعمائة ألف دينار؛ قال اسماعيل بن جعفر بن سليمان: حجت أم جعفر زبيدة فبلغت نفقتها في ستين يوماً أربعة وخمسين ألف ألف، ولها آثار كثيرة في طريق مكة والمدينة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام من مصانع وبرك أحدثتها (٢) . وإنه كان لها مائة جارية يحفظن القرآن، ولكل واحدة ورد عشر القرآن، وكان يسمع في قصرها (٣) كدوي النحل من قراءة القرآن، وإن اسمها أمة العزيز، ولقبها جدها أبو جعفر المنصور " زبيدة " لبضاضتها ونضارتها.

[قال الطبري في تاريخه: أعرس بها هارون الرشيد في ذي الحجة في سنة ١٦٥ في قصره المعروف بالخلد وحشد الناس من الآفاق وفرق فيهم الأموال ولم


(١) ترجمة زبيدة أم جعفر في تاريخ بغداد ١٤: ٤٣٣ وشرح المقامات للشريشي ٢: ٢٢٥ والنجوم الزاهرة ٢: ٢١٣ إلى أخبار في كتب التاريخ العامة والكتب الأدبية.
(٢) فبلغت النفقة ... التي أحدثتها: لم يرد هذا في المسودة.
(٣) ر: لها دوي.

<<  <  ج: ص:  >  >>