كتاب وفيات الأعيان

حرف العين - ابن يونس المنجم - ج: 3 - ص: 429

جميلة، وأقبل يدعو له ويثني عليه ويبكي يده وويقبل الأرض (١) ، فقال له ابن الفرات: من أنت بارك الله فيك وكانت هذه كلمته، فقال: صاحب الكتاب المزور إلى أبي زنبور الذي صححه كرم الوزير وتفضله، فعل الله به وصنع، فضحك ابن الفرات وقال: كم وصل إليك منه قال: وصل إلي من ماله وتقسط قسطه على عماله ومعامليه وعمل صرفني فيه عشرون ألف دينار، فقال ابن الفرات: الحمد لله، الزمنا، فإنا نعرضك إلى عمل يزداد (٢) به صلاح هالك، ثم اختبره فوجده كاتباً سديداً، فاستخدمه وأكسبه مالاً جزيلاً، رحمه الله تعالى ورضي عنه.

والفرات: بضم الفاء وبعد الراء ألف وبعدها تاء مثناة من فوقها.

ونازوك: بالنون وبعد الألف زاء مضمومة وبعد الواو كاف.

٤٨٨ - (٣)

[ابن يونس المنجم]

صاحب الزيج الحاكمي أبو الحسن علي بن أبي سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى الصدفي المنجم المصري المشهور، صاحب الزيج الحاكمي المعروف بزيج ابن يونس، وهو زيج كبير رأيته في أربع مجلدات، بسط القول والعمل فيه وما أقصر في تحريره، ولم أر في الأزياج على كثرتها أطول منه، وذكر أن الذي أمره بعمله وابتدأه له العزيز أبو الحاكم صاحب مصر - وسيأتي ذكره في حرف النون إن شاء الله تعالى.

---

(١) ر: ويقبل الأرض ويديه.
(٢) ر: لما يزداد.
(٣) ترجمته في طبقات صاعد: ٥٩ وأخبار الحكاء: ٢٣٠ والشذرات ٣: ١٥٦، وانظر تاريخ الفلك عند العرب لنلينو: ١٨٦، ٢٨١ وتراث العرب العلمي لقدري طوقان: ٢٤٣ - ٢٤٨.