للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(١) ٦٦٨

[ابن هانئ الأندلسي]

أبو القاسم وأبو الحسن، محمد بن هانىء الأزدي الأندلسي الشاعر المشهور؛ قيل إنه من ولد يزيد بن حاتم بن قبيصة بن المهلب بن أبي صفرة الأزدي، وقيل بل هو من ولد أخيه روح بن حاتم - وقد تقدم ذكر يزيد وأخيه روح في ترجمة روح في حرف الراء (٢) -؛ وكان أبوه هانئ من قرية من قرى المهدية بأفريقية، وكان شاعرا أديبا، فانتقل إلى الأندلس، فولد له بها محمد المذكور بمدينة إشبيلية ونشأ بها واشتغل، وحصل له حظ وافر من الأدب وعمل الشعر فمهر فيه، وكان حافظا لأشعار العرب وأخبارهم، واتصل بصاحب إشبيلية وحظي عنده، وكان كثير الانهماك في الملاذ متهما بمذهب الفلاسفة، ولما اشتهر عنه ذلك نقم عليه أهل إشبيلية وساءت المقالة في حق الملك بسببه، واتهم بمذهبه أيضا، فأشار الملك عليه بالغيبة عن البلد مدة ينسى فيها خبره، فانفصل عنها وعمره يومئذ سبعة وعشرون عاما.

وحديثه طويل، وخلاصته أنه خرج إلى عدرة المغرب ولقي جوهرا للقائد مولى المنصور - وقد تقدم ذكره وما جرى له عند توجهه إلى مصر وفتحها للمعز (٣) - فامتدحه ثم ارتحل إلى يحيى ابني علي - وقد تقدم ذكر جعفر (٤) - وكانا بالمسيلة وهي مدينة الزاب، وكانا والييها، فبالغا في إكرامه والإحسان إليه، فنمي خبره إلى المعز أبي تميم معد بن المنصور العبيدي


(١) ترجمته في التكملة ١: ٣٦٨ والمطمح: ٧٤ والمطرب: ١٩٢ والجذوة: ٨٩ وبغية الملتمس (رقم: ٣٠١) والنفح ٤: ٤٠ (نقلاً عن المطمح) والإحاطة ٢: ٢١٢ ومعجم الأدباء ١٩: ٩٢ وعبر الذهبي ٢: ٣٢٨ والشذرات ٣: ٤١.
(٢) انظر ٢: ٣٠٥.
(٣) انظر ج ١: ٣٧٥.
(٤) انظر ج ١: ٣٦٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>