للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- وسيأتي ذكره (١) في هذا الحرف إن شاء الله تعالى - فطلبه منهما، فلما انتهى إليه بالغ في الإنعام عليه.

ثم توجه المعز إلى الديار المصرية - كما سيأتي في خبره - فشيعه ابن هانئ المذكور ورجع إلى المغرب لأخذ عياله والالتحاق به، فتجهز وتبعه، فلما وصل إلى برقة أضافه شخص (٢) من أهلها، فأقام عنده أياما في مجلس الأنس، فيقال إنهم عربدوا عليه فقتلوه، وقيل خرج من تلك الدار وهو سكران فنام في الطريق وأصبح ميتا ولم يعرف سبب موته، وقيل إنه وجد في سانيه من سواني (٣) برقة مخنوقا بتكة سراريله، وكان ذلك في بكرة يوم الأربعاء لسبع ليال بقين من رجب سنة اثنتين وستين وثلثمائة، وعمره ست وثلاثون سنة، وقيل اثنتان وأربعون، رحمه الله تعالى، هكذا قيده صاحب كتابأخبار القيروان وأشار إلى انه في صحبة المعز، وهو مخالف لماذكرته أولا من تشييعه للمعز ورجوعه لأخذ عياله. ولما بلغ المعز وفاته وهو بمصر تأسف عليه كثيرا وقال: هذا الرجل كنا نرجو أن نفاخر به شعراء المشرق فلم يقدر لنا ذلك.

وله في المعز المذكور غرر المدائح ونخب الشعر، فمن ذلك قصيدته النونية التي أولها (٤) :

هل من أعقه عالج يبرين ... أم منهما بقر الحدوج العين

ولمن ليال ما ذككنا عهدها ... مذ كن إلا أنهن شجون

المشرقات كأنهن كواكب ... والناعمات كأنهن غصون

بيض وما ضحك الصباح، وإنها ... بالمسك من طرر الحسان لجون

أدمى (٥) لها المرجان صفحة خده ... وبكى عليها اللؤلؤ المكنون


(١) ت ل لي مج: خبره؛ ق: ذكره وخبره.
(٢) لي: رجل.
(٣) مج ل لي: شانية من شواني؛ والسانية: الساقية؛ والشانية: نوع من السفن.
(٤) ديوانه: ١٧١.
(٥) ر والمختار: أدنى؛ ق: أهدى.

<<  <  ج: ص:  >  >>