للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٢٦٠ - (١)

[سعيد الحيري]

أبو عثمان سعيد بن إسماعيل بن سعيد بن منصور الواعظ الحيري (٢) ؛ ولد بالري ونشأ بها ثم انتقل إلى نيسابور فسكنها إلى أن توفي بها، وكان قد سمع بالري من محمد بن مقاتل وغيره، وبالعراق من محمد بن إسماعيل الأحمسي وحميد بن الربيع للحمي وغيرهما، ودخل بغداد.

ويقال: إنه كان مستجاب الدعوة [وقام في مجلسه رجل فقال: يا أبا عثمان، من يكون الرجل صادقاً في حب مولاه قال: إذا خلا من خلافه كان صادقاً في حبه، قال: فوضع الرجل التراب على وجهه وصاح، وقال: كيف أدعي حبه ولم أخل طرفة عين من خلافه فبكى أبو عثمان وأهل المجلس، وجعل أبو عثمان يقول: صادق في حبه، مقصر في حقه.

قال ابو عمرو (٣) : وكنت أختلف إلى أبي عثمان مدة في وقت شبابي، وحظيت عنده، ثم اشتغلت مدة بشيء مما يشتغل به الفتيان فانقطعت عنه، وكنت إذا رأيته من بعيد أو في طريق اختفيت حتى لا يراني، فخرج علي يوماً من سكة في عطفة فلم أجد عنه محيصاً فتقدمت إليه وأنا دهش، فلما رأى ذلك قال: يا أبا عمرو، لا تثقن بمودة من لا يحبك إلا معصوماً] (٤) .

وكان يقول: طول العتاب فرقة، وترك العتاب حشمة، وكان يقول: لا يستوي الرجل حتى يستوي في قلبه أربعة أشياء: المنع والعطاء، والعز والذل.


(١) انظر النجوم الزاهرة ٣: ١٧٧ وطبقات السلمي: ١٧٠ وعبر الذهبي ٢: ١١١ وشذرات الذهب ٢: ٢٣٠ وحلية الأولياء ١٠: ٢٤٤ وتاريخ بغداد ٩: ٩٩؛ والحيري: نسبة إلى قرية يقال لها الحيرة من قرى نيسابور، ولم ترد هذه الترجمة في م والمسودة.
(٢) ر: الحميري.
(٣) ابو عمرو ابن حمدان كما في الحلية.
(٤) زيادة من ر وحدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>