للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٧٤٩ - (١)

[الملك الأشرف موسى الأيوبي]

أبو الفتح موسى ابن الملك العادل سيف الدين أبي بكر بن أيوب، الملقب الملك الأشرف مظفر الدين؛ أول شيء ملكه من البلاد مدينة الرها، سيره إليها والده من الديار المصرية في سنة ثمان وتسعين وخمسمائة، ثم أضيفت إليه حران. وكان محبوباً إلى الناس مسعوداً مؤيداً في الحروب من يومه، لقي نور الدين أرسلان شاه صاحب الموصل - المذكور في حرف الهمزة - وكان يوم ذاك من الملوك المشاهير الكبار، وتواقعا في مصاف فكسره، وذلك في سنة ستمائة يوم السبت تاسع عشر شوال بموضع يقال له بين النهرين من أعمال الموصل وهي وقعة مشهورة فلا حاجة إلى تفصيلها؛ ولما توفي أخوه عبد الملك الأوحد نجم الدين أيوب صاحب خلاط وميافارقين وتلك النواحي، أخذ الملك الأشرف مملكته مضافة إلى ملكه، وتوفي الملك في شهر ربيع الأول سنة تسع وستمائة وكانت وفاته بملازكرد من أعمال خلاط ودفن بها، وكان الملك الأوحد قد ملك خلاط في سنة أربع وستمائة.

فاتسعت حينئذ مملكته وبسط العدل على الناس وأحسن إليهم إحسانا لم يعهدوه ممن كان قبله، وعظم وقعه في قلوب الناس، وبعد صيته، وكان قد ملك نصيبين الشرق في سنة ست وستمائة، وأخذ سنجار سنة سبع عشرة في رابع جمادى الأولى، ورأيت في موضع آخر أنه أخذها في مستهل صفر من السنة، والله أعلم، كذلك الخابور، وملك (٢) معظم بلاد الجزيرة، وكان يتنقل


(١) أخباره في مفرج الكروب (ج: ٣) وذيل الروضتين: ١٦٥ والسلوك ١: ٢٥٦ والحوادث الجامعة: ١٠٥ ومرآة الزمان: ٧١١ والنجوم الزاهرة ٦: ٣٠٠ وعبر الذهبي ٥: ١٤٦ والشذرات ٥: ١٧٥ والزركشي ٣، الورقة: ٢٣٦؛ وقد انفردت النسخ ص ن ر ق بزيادات في عدة مواضع من هذه الترجمة لم ترد في المطبوعة المصرية.
(٢) ن: فإنه أخذها وملك....

<<  <  ج: ص:  >  >>