أتبكي على لبنى وأنت تركتها ... وقد ذهبت لبنى فما أنت صانع فأقبل أشعب فدخل على الوليد فأنشده البيت فقال: أوه! قتلتني والله، ما تراني صانعاً بك يا ابن الزانية اختر إما أن أدليك في البئر منكساً أو أرمي بك من فوق القصر منكساً أو أضرب رأسك بعمودي هذا ضربة، فقال: ما كنت فاعلاً بي شيئاً من ذلك، قال: ولم قال: لأنك لم تكن لتعذب عينين قد نظرنا إلى سعدى، قال: صدقت يا ابن الزانية، اخرج عني.
قال الزبير: حدثني مصعب قال، قال لي ابن كليب: حدثت أشعب مرة فبكى فقلت: ما يبكيك قال: أنا بمنزلة شجرة الموز إذا نشأت ابنتها قطعت هي، وقد نشأت أنت في موالي وأنا الآن أموت وأنا أبكي على نفسي.
وكان أشعب يغني وله أصوات قد حكيت عنه وكان ابنه عبيدة يغنيها، فمن اصواته هذه:
أروني من يقوم لكم مقامي ... إذا ما الأمر جل عن الخطاب
إلى من تفزعون إذا حثوتم ... بأيديكم علي من التراب ٢٩٥ (١)
[شقيق البلخي]
أبو علي شقيق بن إبراهيم البخلي؛ من مشايخ خراسان، له لسان في التوكل حسن الكلام فيه، صاحب إبراهيم بن أدهم وأخذ عنه الطريق، وهو أستاذ
(١) ترجمة شقيق البلخي في حلية الأولياء ٨: ٥٨ وتهذيب ابن عساكر ٦: ٣٢٧ وميزان الاعتدال ٢: ٢٧٩ وطبقات السلمي: ٦١؛ وقد سقطت الترجمة من س ص ر م ووردت في المطبوعة فقط؛ وعلى هامش المسودة إشارة تدل على إن المؤلف كان ينوي إثباتها إذ جاء هنالك: " يذكر بعد شريك: شقيق البلخي وكانت وفاته سنة ثلاث وخمسين ومائة، ذكره ابن الجوزي في الشذور ".