أبو عبد الله محمد بن الحسن بن إبراهيم الأستراباذي، وقيل الجرجاني، المعروف بالختن، الفقيه الشافعي، كان فقيها فاضلا ورعا مشهورا في عصره، وله وجوه حسنة في المذهب، وكان مقدما في الأدب ومعانيالقرآن والقراءات، ومن العلماء المبرزين في النظر والجدل. سمع أبا نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي وأقرانه ببلده، وورد نيسابور سنة سبع وثلاثين وثلثمائة فأقام بها إلى آخر سنة تسع، ثم دخل أصبهان فسمع مسند أبي داود من عبد الله بن جعفر، ودخل العراق وكتب بعد الأربعين وأكثر، وكان كثير السماع والرحلة، وشرح كتاب التلخيص لأبي العباس ابن القاص، وتوفي بجرجان يوم عيد الأضحى سنة ست وثمانين وثلثمائة، وهو ابن خمس وسبعين سنة، رحمه الله تعالى.
وقد تقدم الكلام على الأستراباذي والجرجاني، والختن: بفتح الخاء المعجمة والتاء المثناة من فوقها وبعدها نون، وإنما قيل له ذلك لأنه كان ختن الفقيه أبي بكر الإسماعيلي.