للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(١) ٥٥٤

[شرف الدين ابن المستوفي]

أبو البركات المبارك بن أبي الفتح أحمد بن المبارك بن موهوب بن غنيمة بن غالب اللخمي، الملقب شرف الدين، المعروف بابن المستوفي الإربلي، كان رئيسا جليل القدر كثير التواضع واسع الكرم، لم يصل إلى إربل أحد من الفضلاء إلا وبادر إلى زيارته وحمل إليه ما يليق بحاله، ويقرب إلى قلبه بكل طريق، وخصوصا أرباب الأدب فقد كانت سوقهم لديه نافقة. وكان جم الفضائل عارفا بعدة فنون، منها الحديث وعلومه وأسماء رجاله وجميع ما يتعلق به، كان إماما فيه. وكان ماهرا في فنون الأدب من النحو واللغة والعروض والقوافي وعلم البيان وأشعار العرب وأخبارها وأيامها ووقائعها وأمثالها. وكان بارعا في علم الديوان وحسابه وضبط قوانينه على الأوضاع المعتبرة عندهم.

وجمع لإربل تاريخا في أربع مجلدات، وقد احلت عليه في هذا الكتاب في مواضع عديدة، وله كتاب النظام في شرح شعر المتنبي وأبي تمام في عشر (١) مجلدات، وكتاب إثبات المحصل في نسبة أبيات المفصل في مجلدين تكلم فيه على الأبيات التي استشهد بها الزمخشري في المفصل وله كتاب سر الصنعة وله كتاب سماه أبا قماش جمع فيه أدبا كثيرا ونوادر وغيرها.

وسمعت منه كثيرا، وسمعت بقراءته على المشايخ الواردين على إربل شيئا كثيرا فإنه كان يعتمد القراءة بنفسه، وله ديوان شعر أجاد فيه، فمن شعره بيتان فضل فيهما البياض على السمرة، وهما:

لا تخدعنك سمرة غرارة (٣) ... ما الحسن إلا للبياض وجنسه


(١) في مرآة الزمان: ٦٤٤ طرف من أخباره، وانظر الحوادث الجامعة: ١٣٥ وبغية الوعاة ٣٨٤ وعبر الذهبي ٥: ١٥٥ والشذرات ٥: ١٨٦.
(١) في مرآة الزمان: ٦٤٤ طرف من أخباره، وانظر الحوادث الجامعة: ١٣٥ وبغية الوعاة ٣٨٤ وعبر الذهبي ٥: ١٥٥ والشذرات ٥: ١٨٦.
(٣) ر: بعذاره.

<<  <  ج: ص:  >  >>