أبو أسامة جنادة بن محمد اللغوي الأزدي الهروي؛ كان مكثرا من حفظ اللغة ونقلها، عارفاً بوحشيها ومستعملها، لم يكن في زمنه مثله في فنه، وكان بينه وبين الحافظ عبد الغني بن سعيد المصري وأبي الحسن علي بن سليمان المرىء النحوي الأنطاكي مؤانسة واتحاد كثير، وكانوا يجتمعون في دار العلم وتجري بينهم مذاكرت ومفاوضات في الآداب، ولم يزل ذلك دأبهم حتى قتل الحاكم صاحب مصر أبا أسامة جنادة وأبا الحسن المقرئ الأنطاكي المذكورين في يوم واحد، وهو في ذي القعدة سنة تسع وتسعين وثلثمائة، رحمهما الله تعالى، واستتر بسبب قتلهما الحافظ عبد الغني المذكور خوفاً على نفسه من مثل ذلك، حكى ذلك الأمير المختار المعروف بالمسبحي في تاريخه.
والهروي - بفتح الها والراء وبعدها واو وياء - هذه النسبة إلى هراة وهي من أعظم مدن خراسان.
وجنادة - بضم الجيم وفتح النون وبعد الألف دال مهملة مفتوحة ثم هاء ساكنة.
(١) ترجمة جنادة الهروي في معجم الأدباء ٧: ٢٠٩ وبغية الوعاة: ٢١٣.