للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى البلاد، وذلك في سنة ست عشرة وستمائة، رحمه الله تعالى.

(١٨٠) وكان ولده من أعيان العلماء، اجتمعت به عدة دفوع بدمشق، وكان يدرس بالمدرسة النووية ولم يكن في عصره من يقاربه في مذهب الإمام أبي حنيفة؛ وبلغني أنه كان ينكر على والده نظام الدين المذكور تضييع فكره وذهنه، وكان من أشد ذهنا وإدراكا وهو عند ذلك شاب، وكان ابنه يقول عنه لاقتصاره على المذهب فقط: أبي شيخ كودون؛ ومولد الحصيري ببخارا سنة ست وأربعين وخمسمائة في رجب، وتوفي ليلة الأحد الثامن من صفر سنة ست وثلاثين وستمائة بدمشق، ودفن من الغد بمقبرة الصوفية خارج باب النصر، وكان يقول: كان أبي يعرف بالتاجري (١) ، وإنما ببخارا محلة يعمل فيها الحصر، وكنا نحن بها.

٦٠٤ - (٢)

[محمد بن داود الظاهري]

أبو بكر محمد بن داود بن علي بن خلف الأصبهاني المعروف بالظاهري؛ كان فقيها أديبا شاعرا ظريفا، وكان يناظر أبا العباس ابن سريج - وقد سبق خبره معه في ترجمته (٣) - ولما توفي أبوه في التاريخ المذكور في ترجمة جلس ولده أبو بكر المذكور في حلقته، وكان على مذهب والده، فاستصغروه، فدسوا أليه رجلا وقالوا له: سله عن حد السكر، فأتاه الرجل فسأله عن السكر: ما هو ومتى يكون الإنسان سكران. فقال: إذا عزبت عنه الهموم، وباح


(١) في الجواهر المضية (٢: ١٥٥) ووالده يعرف بالتاجر.
(٢) ترجمته في الفهرست: ٢١٧ وتاريخ بغداد ٥: ٢٥٦ وطبقات الشيرازي: ١٧٥ والوافي ٣: ٥٨ وعبر الذهبي ٢: ١٠٨ والشذرات ٢: ٢٢٦.
(٣) انظر ج ١: ٦٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>