أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي النحوي المشهور؛ كان إماماً في علم العربية، قرأ الأدب على الشيخ أبي علي الفارسي - المقدم ذكره في حرف الحاء - وفارقه وقعد للإقراء بالموصل، فاجتاز بها شيخه أبو علي فرآه في حلقته والناس حوله يشتغلون عليه، فقال له " زببت وأنت حصرم "، فترك حلقته وتبعه ولازمه حتى تمهر.
وكان أبوه جني مملوكاً رومياً لسليمان بن فهد بن أحمد الأزدي الموصلي، وإلى هذا أشار بقوله في جملة أبيات:
فإن أصبح بلا نسب ... فعلمي في الورى نسبي
على أني أؤول إلى ... قرومٍ سادة نجب
قياصرة إذا نطقوا ... أرم الدهر ذو الخطب
أولاك دعا النبي لهم ... كفى شرفاً دعاء نبي " أرم " بمعنى سكت.
وله أشعار حسنة، ويقال أنه كان أعور، وفي ذلك يقول - وقيل إن هذه الأبيات لأبي منصور الديلمي:
صدودك عني ولا ذنب لي ... يدل على نية فاسده
فقد وحياتك مما بكيت ... خشيت على عيني الواحده
ولولا مخافة أن لا أراك ... لما كان في تركها فائده
(١) ترجمته في انباه الرواة ٢: ٣٣٥ وفي الحاشية ذكر لمصادر أخرى، وهذه الترجمة مطابقة لما في المسودة.