كتاب وفيات الأعيان

حرف الحاء - الزعفراني - ج: 2 - ص: 73

ولم يشهد ابن سيرين جنازته لشيء كان بينهما، ثم توفي بعده بمائة يوم، كما سيأتي في موضعه إن شاء الله تعالى.

وميسان - بفتح الميم وسكون الياء المثناة من تحتها وفتح السين المهملة وبعد الألف نون - قال السمعاني: هي بليدة بأسفل البصرة.

١٥٧ - (١)

[الزعفراني]

أبو علي الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني صاحب الإمام الشافعي رضي الله عنه؛ برع في الفقه والحديث وصنف فيهما كتباً، وسار ذكره في الآفاق، ولزم الشافعي حتى تبحر، وكان يقول: أصحاب الأحاديث كانوا رقوداً حتى أيقظهم الشافعي، وما حمل أحد محبرة إلا وللشافعي عليه منة. وكان يتولى قراءة كتب الشافعي عليه، وسمع من سفيان بن عيينة ومن في طبقته مثل وكيع ابن الجراح وعمرو بن الهيثم ويزيد بن هارون وغيرهم، وهو أحد رواة الأقوال القديمة عن الشافعي (٢) رضي الله عنه، ورواتها أربعة: هو وأبو ثور وأحمد بن حنبل والكرابيسي، ورواة الأقوال الجديدة ستة: المزني والربيع بن سليمان

---

(١) ترجمة الزعفراني في الفهرست: ٢١١ وتاريخ بغداد ٧: ٤٠٧ وتهذيب التهذيب ٢: ٣١٨ وطبقات الشيرازي، الورقة: ٢٨ وطبقات السبكي ١: ٢٥٠ وتذكرة الحفاظ: ٥٢٥؛ وقد أخطأ الذهبي بقوله إنه منسوب إلى درب الزعفران ونبه السبكي على هذا الخطأ، إذ الدرب منسوب إليه.
(٢) يعني آراءه الفقهية في العراق قبل رحيله إلى مصر، وبمصر أصبحت للشافعي أقوال جديدة.