للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢٠٤ - (١)

[حماد بن أبي حنيفة]

أبو إسماعيل حماد ابن الإمام أبي حنيفة النعمان بن ثابت؛ كان على مذهب أبيه، رضي الله تعالى عنه، وكان من الصلاح والخير على قدم عظيم، ولما توفي أبوه كانت عنده ودائع كثيرة من ذهب وفضة وغير ذلك وأربابها غائبون وفيهم أيتام، فحملها ابنه حماد المذكور إلى القاضي ليتسلمها منه، فقال له القاضي: ما نقبلها منك ولا نخرجها عن يدك فإنك أهل لها وموضعها، فقال حما للقاضي: زنها واقبضها حتى تبرأ منها ذمة أبي حنيفة، ثم افعل ما بدا لك، ففعل القاضي ذلك وبقي في وزنها أياماً، فلما كمل وزنها استتر حماد فلم يظهر حتى دفعها إلى غيره.

(٣٠) وكان ابنه إسماعيل (٢) قاضي البصرة وعزل عنها بالقاضي يحيى بن أكثم ورأيت في كتاب " أخبار أبي حنيفة " أن القاضي يحيى بن أكثم لما وصل إلى البصرة وعزم إسماعيل بن حماد على السفر شيعه القاضي يحيى بن أكثر فكان الناس يدعون لإسماعيل ويقولون له: عففت عن أموالنا ودمائنا، فيقول إسماعيل: وعن أبنائكم، وكان يعرض بما يتهم به القاضي يحيى بن أكثم. وقال إسماعيل المذكور: كان لنا جار طحان رافضي، وكان له بغلان سمى أحدهما أبا بكر والآخر عمر، فرمحه ذات ليلة أحد البغلين فقتله، فأخبر جدي أبو حنيفة به، فقال: انظروا فإني إخال أن البغل الذي سماه عمر هو الذي رمحه، فنظروا، فكان كما قال.

وكانت وفاة حماد المذكور في ذي القعدة سنة ست وسبعين ومائة، رحمه الله تعالى، وسيأتي ذكر والده إن شاء الله تعالى.


(١) انظر طبقات الشيرازي، الورقة: ٤٠.
(٢) ترجمة القاضي إسماعيل حفيد أبي حنيفة في الجواهر المضية ١: ١٤٨ وتاريخ بغداد ٦: ٢٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>