للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والبلاغة، وله رسائل وشعر، فمن شعره قوله:

لا تكثرن تأملا ... واحبس عليك عنان طرفك

فلربما أرسلته ... فرماك في ميدان حتفك قيل إنه مات سنة ثمان وخمسين وأربعمائة.

٨٣٨ - (١)

[أبو محمد يوسف بن الحسن السيرافي]

أبو محمد يوسف بن أبي سعيد الحسن بن عبد الله بن المرزبان السيرافي، النحوي اللغوي الأخباري، الفاضل ابن الفاضل، قد تقدم ذكر أبيه الحسن في حرف الحاء (٢) ؛ كان أبو محمد المذكور عالماً بالنحو، وتصدر في مجلس أبيه بعد موته في التاريخ المذكور في ترجمته وخلفه على ما كان عليه، وقد كان يفيد الطلبة في حياة أبيه، وأكمل كتاب أبيه الذي سماه " الإقناع " وهو كتاب جليل نافع في بابه، فإن أباه كان قد شرح كتاب سيبويه كما تقدم في ترجمته وظهر له بالإطلاع والبحث في حال التصنيف ما لم يظهر لغيره ممن يعاني هذا الشأن، وصنف بعد ذلك " الإقناع " فكأنه ثمرة استفادته حال البحث والتصنيف، ومات قبل إتمامه فكمله ولده يوسف المذكور (٣) ، وإذا تأمله المنصف لم يجد بين اللفظين والقصدين تفاوتاً كثيراً. ثم صنف يوسف المذكور عدة كتب في شرح أبيات استشهادات كتب مشهورة، مثل " شرح أبيات كتاب سيبويه " وهو الغاية في بابه وبسطه و " شرح


(١) ترجمته في الجواهر المضية ٢: ٢٢٦ ومرآة الجنان ٢: ٤٢٩ وبغية الوعاة: ٤٢١ ومعجم الأدباء ٢٠: ٦٠.
(٢) انظر ج ٢: ٧٨.
(٣) قال المعري: والبغداديون يحكون أن أبا سعيد السيرافي عمل من كتابه المعروف بالمقنع أو الاقناع غلى باب التصغير، ثم توفي وأتمه بعده ولده أبو محمد (رسالة الغفران: ٤١٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>