للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(١) ٦٠١

[الشيخ عماد الدين بن يونس]

أبو حامد محمد بن يونس بن محمد بن منعة بن مالك بن محمد، الملقب عماد الدين، الفقيه الشافعي؛ كان إمام وقته في المذهب والأصول والخلاف، وكان له صيت عظيم في زمانه، وقصده الفقهاء من البلاد الشاسعة الاشتغال (٢) ، وتخرج عليه خلق كثير صاروا كلهم أئمة مدرسين يشار إليهم، وكان مبدأ اشتغاله على أبيه وسيأتي ذكره إن شاء الله تعالى - وذلك بالموصل، ثم توجه إلى بغداد وتفقه بالمدرسة النظامية على السديد محمد السلماسي - وقد تقدم ذكره (٣) وكان معيدا بها، والمدرس يؤمئذ الشرف يوسف بن بندار الدمشقي (٤) ، وسمع بها الحديث من أبي عبد الرحمن محمد بن محمد الكشميهني لما قدمها، ومن أبي حامد محمد بن أبي الربيع الغرناطي، وعاد إلى الموصل ودرس بها في عدة مدارس، وصنف كتبا في المذهب: منها كتاب المحيط في الجمع بين المهذب والوسيط وشرح الوجيز للغزالي، وصنف جدلا وعقيدة وتعليقه في الخلاف، لكنه لم يتمها، وكانت إليه الخطابة في الجامع المجاهدي مع التدريس في المدرسة النورية والعزية والزينية (٥) والبقشية (٦) والعلانية، وتقدم في دولة نور أرسلان شاه


(١) ترجمته في طبقات السبكي ٥: ٤٥ ومرآة الزمان: ٥٥٨ وذيل الروضتين: ٨٠ وعبر الذهبي ٥: ٢٨ والشذرات ٥: ٣٤ والبدر السافر، الورقة: ١٨٦.
(٢) لي: للأشتغال عليه؛ وزاد بعد هذا الموضع في المختار " قلت، أعني كاتبها موسى بن أحمد لطف الله به: وهو جدي بهاء الدين محمد بن إبراهيم بن أبي بكر بن خلكان، ورأيت عند والدي نسخة " الوسيط " للغزالي وعليها خطه أن جدي المذكور قرأها عليه قراءة اتقان ومعرفة.
(٣) انظر الترجمة: ٥٩٥.
(٤) زاد في المختار: " قلت: أعني كاتبها موسى بن أحمد: وولى جدي المذكور الإعادة بالنظامية ببغداد بعد ذلك بمدة ".
(٥) س: والزينبية، وكذلك في الشذرات.
(٦) ت ن س: والنفيسية؛ والشذرات: والبغشية.

<<  <  ج: ص:  >  >>