للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٦٤٩ - (١)

[الحاتمي]

أبو علي محمد بن الحسن بن المظفر، الكاتب اللغوي البغدادي المعروف بالحاتم؛ أحد الأعلام المشاهير المطلعين المكثرين، أخذ الأدب عن أبي عمر الزاهد غلام ثعلب - وقد تقدم ذكره (٢) - وروى عنه أخبارا وأملاها في مجالس الأدب، وروى عن غيره أيضا، وأخذ عنه جماعة من النبلاء: منهم القاضي أبو القاسم التنوخي - المقدم ذكره (٣) - وغيره، وله الرسالة الحاتمية التي شرح فيها ما جرى ينه وبين أبي الطيب المتنبي من إظهار سرقاته وإبانة عيوب شعره، ولقد دلت على غزارة مادته وتوفر اطلاعه.

وحكى في أول الرسالة السبب الحامل له على ذلك فقال (٤) : لما ورد أحمد بن الحسين المتنبي مدينة السلام منصرفا عن مصر ومتعرضا للوزير أبي محمد المهلبي، بالتخييم عليه والمقام لديه، التحف رداء الكبر وأذال ذيول التيه، ونأى بجانبه استكبارا وثنى عطفيه جبرية وازورارا، فكان لايلاقي أحد إلا أعرض عنه تيها وزخرف القول عليه تمويها، تخيل عجبا إليه أن الأدب مقصور عليه، وأن الشعر بحر لم يرد نمير مائة غيره وروض لم يرد نواره سواه، فهو يجني جناه ويقطف قطوفه دون من تعاطاه، وكل مجر في الخلاء يسر ولكل نبأ مستقر،


(١) ترجمته في تاريخ بغداد ٢: ٢١٤ واليتيمة ٣: ١٠٨ ومعجم الأدباء ١٨: ١٥٤ والمحمدون: ٢٣٠ والانباه ٣: ١٠٣ والوافي ٢: ٣٤٣ وانظر الامتاع ١: ١٣٥ والشذرات ٣: ١٢٩ وعبر الذهبي ٣: ٤٠ وبغية الوعاة: ٣٥ واللباب والأنساب: (الحاتمي) والمنتظم (وفيات سنة ٣٨٨) ؛ وورد اسمه في ت ر: محمد بن الحسين؛ وقد اكتفى المختار من هذه الترجمة بإيراد ثلاثة أبيات من الشعر.
(٢) انظر الترجمة رقم: ٦٣٨.
(٣) انظر ج ٣: ٣٦٦.
(٤) انظر الرسالة الموضحة.

<<  <  ج: ص:  >  >>