للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٨٥٥ - (١)

[يونس المخارقي]

يونس بن يوسف بن مساعد الشيباني ثم المخارقي، شيخ الفقراء اليونسية، وهم منسوبون إليه ومعروفون به، كان رجلاً صالحاً وسألت جماعة من أصحابه عن شيخه من كان فقالوا: لم يكن له شيخ، بل كان مجذوباً، وهم يسمون من لا شيخ له بالمجذوب، يريدون بذلك أنه جذب إلى طريق الخير والصلاح، ويذكرون له كرامات.

أخبرني الشيخ محمد بن أحمد بن عبيد، كان قد رآه وهو صغير، وذكر أن أباه أحمد كان صاحبه، فقال: كنا مسافرين والشيخ يونس معنا، فنزلنا في الطريق على عين بوار، وهي التي يجلب منها الملح البواري، وهي بين سنجار وعانة، قال: وكانت الطريق مخوفة، فلم يقدر أحد منا أن ينام من شدة الخوف ونام الشيخ يونس، فلما انتبه قلت له: كيف قدرت تنام فقال لي: والله مانمت حتى جاء إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام وتدرك القفل. فلما أصبحنا رحلنا سالمين ببركة الشيخ يونس.

قال: وعزمت مرة على دخول نصيبين، وكنت عند الشيخ يونس في قريته، فقال: إذا دخلت البلد فاشتر لأم مساعد كفناً، قال: وكانت في عافية، وهي أم ولده، فقلت له: وما بها حتى نشتري لها كفناً فقال: ما يضر، فذكر أنه لما عاد وجدها قد ماتت. وذكر له غير هذا من الأحوال والكرامات.


(١) انظر ترجمته في مرآة الجنان ٤: ٤٦ والشذرات ٥: ٨٧ والدارس ٢: ٢١٣، ولم ترد هذه الترجمة في النسخة س؛ وذكر في ر أن هذه الترجمة توجد في بعض النسخ في آخر الكتاب وربما عني أنها قد وضعت هنالك بعد الخاتمة، وقد وردت في المختار وهذا يدل على أنها من عمل المؤلف. وذكر المقريزي في الخطط ٢: ٤٣٥ أن الشيخ يونس توفي سنة ٧١٩، ولعله سبق قلم، إذ لا يمكن أن يكون ممن يترجم لهم ابن خلكان، وقد علق الشيخ نصر الهوريني بحاشية الطبعة البولاقية بأن ما جاء في المقريزي خطأ محض.

<<  <  ج: ص:  >  >>