للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليه فلعبوا عليه بأسيافهم، وكان قد جاوز الجسر وحده مع عدة قليلة من غلمانه وبطانته وخاصته وشيعته، فحمل في النيل في زورق ولم يمت، وأدخل القاهرة وهو حي، وجيء به إلى القصر من ليلته فمات ولم يعقب، وهو العاشر من أولاد المهدي عبيد الله القائم بسجلماسة المقدم ذكره (١) .

وانتقل الأمر إلى ابن عمه الحافظ عبد المجيد المقدم ذكره رحمهم الله تعالى؛ وكان قبيح السيرة ظلم للناس وأخذ أموالهم وسفك دماءهم (٢) ، وارتكب المحذورات، واستحسن القبائح المحظورات، فابتهج الناس بقتله، وكان شديد الأدمة جاحظ العينين، حسن الخط والمعرفة والعقل.

وأما المأمون ابن البطائحي الوزير المذكور فهو الذي بنى الجامع الأقمر بالقاهرة سنة خمس عشرة وخمسمائة، وكان الأفضل ابن أمير الجيوش قد شرع في عمارة جامع النيل بظاهر مصر عند الرصد المطل على بركة حبش في سنة ثمان وتسعين وأربعمائة، ولم يكلمه، فأكمله بعده في مدة وزارته، والله أعلم بالصواب.

٧٤٤ - (٣)

[قطب الدين مودود]

قطب الدين مودود بن عماد الدين زنكي بن آق سنقر، المعروف بالأعرج صاحب الموصل وقد تقدم طرف من خبره في ترجمة أخيه نور الدين محمود صاحب الشام، وذكر أولاده الثلاثة وهم: سيف الدين غازي الذي تولى السلطنة بعده، وعز الدين مسعود، وعماد الدين زنكي صاحب سنجار، واستوعبت في


(١) هنا تنتهي الترجمة في: بر من، وبعد سطر تنتهي في: لي.
(٢) زاد في ق: واستقبح الحسن.
(٣) أخباره في الباهر: ٩٤ وما بعدها وابن الوردي ٢: ٧٨ ومفرج الكروب (ج: ١) وتاريخ ابن الأثير ١١: ٣٥٥ ومرآة الزمان: ٢٨٠ والنجوم الزاهرة ٥: ٣٨٣ وعبر الذهبي ٤: ١٩١ والشذرات ٤: ٢١٦، ولم يتوقف صاحب المختار عند هذه الترجمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>