للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في ترجمة تتش بن ألب أرسلان وكان يومئذ صاحب دمشق وما والاها. ولما ملكوا صور ضربوا السكة باسم الآمر المذكور مدة ثلاث سنين، ثم قطعوا ذلك، وأخذوا بيروت يوم الجمعة الحادي والعشرين من شوال سنة ثلاث وخمسمائة بالسيف، وأخذوا صيدا لعشر بقين من جمادى الآخرة (١) سنة أربع وخمسمائة.

(٢٧٣) وفي أيام الآمر أيضاً سنة أربع وخمسمائة، وقيل سنة إحدى عشرة، والله أعلم، قصد بردويل الافرنجي الديار المصرية ليأخذها، وانتهى إلى الفرما ودخلها وأحرقها وأحرق جامعها ومساجدها وأبواب البلد وقتل بها رجلاً مقعداً وابنته، فذبحها على صدره (٢) ورحل عنها وهو مريض، فهلك في الطريق قبل وصوله إلى العريش، فشق أصحابه بطنه ورموا حشوته هناك، فهي ترجم إلى اليوم، ورحلوا بجثته فدفنوها بقمامة (٣) . وسبخة بردويل التي في وسط الرمل على طريق الشام منسوبة إلى بردويل المذكور، والحجارة الملقاة هناك، والناس يقولون: هذا قبر بردويل وإنما هو هذه الحشوة، وكان بردويل صاحب البيت المقدس وعكا ويافا وعدة بلاد من ساحل الشام، وهو الذي أخذ هذه البلاد المذكور من المسلمين.

وفي هذه السنة أيضاً خرج المهدي محمد بن تومرت المقدم ذكره من مصر وصاحبها الآمر المذكور إلى بلاد المغرب في زي الفقهاء، وجرى له هناك ما سبق شرحه في ترجمته.

وكانت ولادة الآمر يوم الثلاثاء ثالث عشر المحرم وقيل ثاني المحرم سنة تسعين وأربعمائة بالقاهرة، وتولى وعمره خمس سنين. ولما انقضت أيامه خرج من القاهرة صبيحة يوم الثلاثاء ثالث ذي القعدة سنة أربع وعشرين وخمسمائة ونزل إلى مصر وعدى على الجسر إلى الجزيرة (٤) التي قباله مصر، فكمن له قوم بالأسلحة وتواعدوا على مقتله في السكة التي يمر فيها إلى فرن هناك، فلما مر بهم وثبوا


(١) ر ن: الأولى.
(٢) زيادة من ر.
(٣) ر: بقمامة بيت المقدس؛ ق: بقمامة جهنم.
(٤) ر ص لي: الجيزة.

<<  <  ج: ص:  >  >>