للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٥٤٩ - (١)

[الليث بن سعد]

أبو الحارث الليث بن سعد بن عبد الرحمن إمام أهل مصر في الفقه والحديث، كان مولى قيس بن رفاعة، وهو مولى عبد الرحمن بن خالد بن مسافر الفهمي وأصله من أصبهان، وكان ثقة سريا سخيا، قال الليث: كتبت من علم محمد ابن شهاب الزهري علما كثيرا، وطلبت ركوب البريد إليه إلى الرصافة، فخفت أن لا يكون ذلك لله تعالى فتركته.

وقال الشافعي رضي الله عنه: الليث بن سعد أفقه من مالك، إلا أن أصحابه لم يقوموا به. وكان ابن وهب تقرأ عليه مسائل الليث، فمرت به مسألة فقال رجل من الغرباء: أحسن والله الليث، كأنه كان يسمع مالكا يجيب فيجيب هو، فقال ابن وهب للرجل: بل كان مالك يسمع الليث يجيب فيجيب هو، والله الذي لا إله إلا هو ما رأينا أحدا قط أفقه من الليث.

وكان من الكرماء الأجواد، ويقال إن دخله كان هو كل سنة خمسة آلاف دينار (٢) ، وكان يفرقها في الصلات وغيرها. وقال منصور بن عمار: أتيت الليث فأعطاني ألف دينار وقال: صن بهذه الحكمة التي آتاك الله تعالى. ورأيت في بعض المجاميع أن الليث كان حنفي المذهب، وأنه ولي القضاء بمصر، وأن الإمام مالكا أهدى إليه صينية فيها تمر، فأعادها مملوءة ذهبا، وكان يتخذ لأصحابه الفالوذج، ويعمل فيه الدنانير ليحصل لكل من أكل كثيرا أكثر من صاحبه.


(١) ترجمته في تاريخ بغداد ١٣: ٣ ومروج الذهب ٣: ٣٤٩ وصفة الصفوة ٤: ٢٨١ والجواهر المضية ١: ٤١٦ وحلية الأولياء ٧: ٣١٨ وتذكرة الحفاظ: ٢٢٥ وميزان الاعتدال ٣: ٤٢٣ وعبر الذهبي ١: ٢٦٦ والنجوم الزاهرة، ٢: ٨٢ وتهذيب التهذيب ٨: ٤٥٩ وصبح الأعشى ٣: ٣٩٩، ٤٠٠ والشذرات ١: ٢٨٥.
(٢) هامش بر: في طبقات الحنفية للشيخ عبد القادر: ثمانين ألف دينار.

<<  <  ج: ص:  >  >>