للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(١) ٦٠٩

[أبو الحسين البصري]

أبو الحسين محمد بن علي بن (٢) الطيب البصري المتكلم على مذهب المعتزلة؛ وهو أحد أئمتهم لأعلام المشار إليه في هذا الفن، كان جيد الكلام مليح العبارة غزير المادة، إمام وقته، وله التصانيف الفائقة في أصول الفقه، منه المعتمد وهو كتاب كبير، ومنه أخذ فخر الدين الرازي كتاب المحصول وله تصفح الأدلة في مجلدين، وغرر الأدلة في مجلد كبير، وشرح الأصول الخمسة وكتاب في الإمامة، وغير ذلك في أصول الدين، وانتفع الناس بكتبه (٣) .

وسكن بغداد وتوفي بها يوم الثلاثاء خامس شهر ربيع الآخر سنة ست وثلاثين وأربعمائة، رحمه الله تعالى، ودفن في مقبرة الشونيزي، وصلى عليه القاضي أبو عبد الله الصيمري.

ولفظة المتكلم تطلق على من يعرف علم الكلام، وهو أصول الدين، وإنما قيل له " علم الكلام " لأن أول خلاف وقع في الدين كان في كلام الله، عز وجل: أمخلوق هو أم غير مخلوق فتكلم الناس فيه، فسمي هذا النوع من العلم كلاما، اختص به وإن كانت العلوم جميعها تنشر بالكلام، هكذا قاله السمعاني (٤) .


(١) ترجمته في تاريخ بغداد ٣: ١٠٠ والمنتظم ٨: ١٢٦ وطبقات المعتزلة: ١١٨ ولسان الميزان ٥: ٢٩٨ وعبر الذهبي ٣: ١٨٧ والشذرات ٣: ٢٥٩.
(٢) زيادة من ل لي والمختار، وكذلك هو في عبر الذهبي.
(٣) س: تفسر؛ لي ن: تنتشر؛ ل: تسن.
(٤) كتب بهامش ن التعليق التالي: قوله: لأن أول خلاف وقع في الدين كان مسألة الكلام، ليس كذلك، بل كان قبلها الخلاف في مسألة العلم، وقول من قال: الأمر أنف، وكان هذا في زمن عبد الله بن عمر كما ثبت في الصحيح، وقيل إن علي بن أبي طالب رضي الله عنه سمع هذه المقالة وأنكرها كما ذكر ابن عبد البر في في كتاب العلم، فأما مسألة الكلام فكان النزاع فيها بعد المائتين في خلافة المأمون. وإنما قيل لهم " أهل الكلام " لكثرة كلامهم واعتراض بعضهم على بعض، وقيل غير ذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>