للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبو طالب المذكور من هذه القبائل.

والمكي: نسبة إلى مكة، حرسها الله تعالى.

٦٣١ - (١)

[ابن سمعون الواعظ]

أبو الحسين محمد بن أحمد بن إسماعيل بن عنبس بن إسماعيل الواعظ البغدادي، المعروف بابن سمعون؛ كان وحيد دهره في الكلام على الخواطر وحسن الوعظ وحلاوة الإشارة ولطف العبارة. أدرك جماعة من جلة المشايخ وروى عنهم: منهم الشيخ أبو بكر الشبلي، رحمه الله تعالى وأنظاره. ومن كلامه ما رواه الصاحب أبو القاسم إسماعيل بن عباد (٢) - المقدم ذكره - قال: سمعت ابن سمعون يوما، وهو على الكرسي في مجلس وعظه يقول: سبحان من أنطق باللحم، وبصر بالشحم، وأسمع بالعظم، إشارة إلى اللسان والعين والأذن، وهذه من لطائف الإشارات. ومن كلامه أيضا: رأيت المعاصي نذالة، فتركتهامروءة فاستحال ديانة؛ وله كل معنى لطيف.

وكان لأهل العراق فيه اعتقاد كثير، ولهم به غرام شديد، وإياه عني الحريري صاحب المقامات في المقامة الحادية والعشرين وهي الرازية بقوله في أوائلها: رأيت بها ذات بكرة، زمرة أثر زمرة، وهم منتشرون انتشار الجراد، ومستنون استنان الجياد، ومتواصفون واعظا يقصدونه، ويحلون ابن سمعون دونهولم يأت بعده في الوعاظ مثله (٣) .


(١) ترجمته في تاريخ بغداد ١: ٢٧٤ وتبيين كذب المفتري: ٢٠٠ والمنتظم ٧: ١٩٨ وصفة الصفوة ٢: ٢٦٦ والشريشي ١: ٣٢٢ وطبقات الحنابلة ٢: ١٥٥ والوافي ٢: ٥١ وعبر الذهبي ٢: ٣٦ والشذرات ٣: ١٢٤.
(٢) انظر ج ١: ٢٢٨.
(٣) ر بر من: ولم يأت بعده في الوعظ مثله، وسقطت " بعده " من ر.

<<  <  ج: ص:  >  >>