للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٦٥٩ - (١)

[المسعودي شارح المقامات]

أبو سعيد - ويقال أبو عبد الله - محمد بن أبي السعادات عبد الرحمن بن محمد بن مسعود بن أحمد بن الحسين بن محمد المسعودي، الملقب تاج الدين، الخراساني المروروذي البندهي الفقيه الشافعي الصوفي؛ ان أديبا فاضلا اعتنى بالمقامات الحريرية فشرحها وأطال شرحها، واستوعب فيه مالم يستوعبه غيره، رأيته في خمس مجلدات كبار لم يبلغ أحد من شراح هذا الكتاب إلى هذا القدر ولا إلى نصفه، وهو مشهور كثير الوجود بأيدي الناس، وكان مقيما بدمشق (٢) في الخانقاه (٣) السميساطية، والناس يأخذون عنه بعد أن كان يعلم الملك الأفضل أبا الحسن علي ابن السلطان صلاح الدين - وقد تقدم ذكره (٤) - وحصل بطريقه كتبا كثيرة نفيسة غريبة، وبها استعان على شرح المقامات.

وحكى أبو البركات الهاشمي الحلبي قال: لما دخل السلطان صلاح الدين إلى حلب في سنة تسع (٥) وسبعين وخمسمائة نزل المسعودي المذكور إلى جامع حلب وقعد في خزانة كتبها الوقف واختار منها أخذها لم يمنعه منها مانع، ولقد رأيته وهو يحشوها في عدل، ولقيت جماعة من أصحابه وسمعت منهم وأجازوني.

ورأيت في تاريخ بعض المتأخرين أن البندهي المذكور كانت ولادته سنة إحدى وعشرين وخمسمائة. ونقل بعض الأفاضل من خط البندهي ما صورته:


(١) ترجمته في الوافي ٣: ٢٣٣ وعبر الذهبي ٤: ٢٥٣ والشذرات ٤: ٢٨٠ ولسان الميزان ٥: ٢٥٦، وقد سقطت هذه الترجمة من ت مج واقتصر منها في المختار على إيراد بعض الشعر.
(٢) زاد في ر ق: المحروسة.
(٣) ق: بالخانقاه.
(٤) انظر ج ٣: ٤١٩.
(٥) ل لي س ن ق بر: سبع؛ وما أثبتناه موافق لما في سيرة صلاح الدين: ٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>