والحروري: بفتح الحاء المهملة وضم الراء وسكون الواو وبعدها راء، هذه النسبة إلى حروراء، بالمد، وهي قرية بناحية الكوفة، كان أول اجتماع الخوارج بها فنسبوا إليها.
٢٨٩ - (١)
[شبيب بن شيبة]
أبو معمر شبيب بن شيبة الخطيب المنقري البصري؛ حدث عن الحسن ومعاوية بن قرة وعطاء بن أبي رباح وغيرهم، وروى عنه عيسى بن يونس وأبو بدر شجاع بن الوليد وغيرهما، وكان له لسن وفصاحة. وقدم بغداد في أيام المنصور فاتصل به وبالمهدي من بعده، وكان كريماً عليهما أثيراً عندهما.
(١) انفردت النسخة ص بهذه الترجمة؛ وشبيب بن شيبة من مشاهير الخطباء، كانت بينه وبين خالد بن صفوان منافسة، لما اتفق لهما من المشاركة في الصناعة والقرابة والمجاورة، وكان يقال لولا أنهما احكم تميم لتباينا تباين الأسد والنمر (البيان ١: ٤٧) وقد قيل: إن أي خطيب بلدي يكون في أول أمره متكلفاً مستثقلاً إلى أن يحرز الإجادة بالدربة؛ إلا شبيب بن شيبة فإنه ابتدأ بحلاوة وسهولة وعذوبة، حتى صار إيجازه يغني عن إسهاب المكثرين (١: ١١٢ - ١١٣) ؛ وقد نسب إليه الجاحظ مقامه بين يدي المنصور لما خطب صالح بن منصور فأحسن (راجع الترجمة رقم ٢٣٥ في هذا الكتاب) . ومن أقواله: " اطلب الأدب فإنه دليل على المروءة وزيادة في العقل وصاحب في الغربة وصلة في المجلس " (١: ٣٥٢) وله نصائح في البلاغة تدل على ذوق أدبي وقدرة نقدية منها: " الناس موكلون بتفضيل جودة الابتداء وبمدح صاحبه، وأنا موكل بتفضيل جودة القطع وبمدح صاحبه. وحظ جودة القافية وإن كانت كلمة واحدة الإطالة من حظ سائر البيت ". وقوله في نصحه للخطيب: " فإن ابتليت بمقام لابد لك فيه من الإطالة فقدم إحكام البلوغ في طلب السلامة من الخطل قبل التقدم في إحكام البلوغ في شرف التجويد، وإياك أن تعدل بالسلامة شيئاً، فإن قليلاً كافياً خير من كثير غير شاف " (١: ١١٢) . وانظر ترجمته في تاريخ بغداد ٩: ٢٧٤.