للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٥١٨ - (١)

[الحاجري الإربلي]

أبو يحيى وأبو الفضل عيسى بن سنجر بن بهرام بن جبريل بن خمارتكين بن طاشتكين الإربلي، المعروف بالحاجري الملقب حسام الدين؛ هو جندي ومن أولاد الأجناد، وله ديوان شعر تغلب عليه الرقة وفيه معاني جيدة وهو مشتمل على شعر والدوبيت والموالية، وقد أحسن في الكل مع أنه قل من يجيد في مجموع هذه الثلاثة، بل من غلب عليه واحد منها قصر في الباقي، وله أيضاً " كان وكان " (٢) واتفقت له فيها مقاصد حسان. وكان صاحبي وأنشدني كثيراً من شعره، فمن ذلك قوله وهو معنى جيد:

ما زال يحلف لي بكل أليةٍ ... ألا يزال مدى الزمان مصاحبي

لما جفا نزل العذار بخده ... فتعجبوا لسواد وجهه الكاذب وأنشدني لنفسه أيضاً:

لك خالٌ من فوق عر ... ش شقيقٍ قد استوى

بعث الصدغ مرسلاً ... يأمر الناس بالهوى


(١) انظر الشذرات ٥: ١٥٦ والنجوم الزاهرة ٦: ٢٩٠ - ٢٩١ (والنقل عن ابن خلكان) ؛ وابن الشعار: ٥، الورقة ٤٨٣، وهذه الترجمة مستوفاة في المسودة.
(٢) قالب من الشعر العامي كان في مبدأ نشأته مقصوراً على الحكايات والخرافات ولذلك سموه الكان وكان، وقد نظم فيه ابن الجوزي وغيره من الوعاظ الرقائق والزهديات؛ قال ابن سعيد في المقتطف من أزاهر الطرف (الورقة: ٣٩) : ويعرفونه أيضاً بالبطائحي لتولع أهل البطائح به وأكثر ما حفظته من الملاحين في دجلة وهو من العروض المجتث، وقال الصفي الحلي (العاطل الحالي: ١٤٨) : وله وزن واحد وقافية واحدة ولكن الشطر الأول من البيت أطول من الشطر الثاني ولا تكون قافيته إلا مردفة قبل حرف الروي بأحد حروف العلة، ومخترعوه البغداديون ثم تداوله الناس في البلاد.

<<  <  ج: ص:  >  >>