للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

راء - هذه النسبة إلى عدة مواضع، فأشهرها عسكر مكرم، وهي مدينة من كور الأهواز، ومكرم الذي تنسب إليه مكرم الباهلي، وهو أول من اختطها فنسبت إليه، وأبو أحمد المذكور من هذه المدينة، وسيأتي العسكري منسوباً إلى شيء آخر إن شاءالله تعالى.

١٦٥ - (١)

[ابن رشيق القيروان]

أبو علي الحسن بن رشيق المعروف بالقيرواني؛ أحد الأفاضل البلغاء، له التصانيف المليحة منها: كتاب العمدة في معرفة صناعة الشعر ونقده وعيوبه، وكتاب الأنموذج والرسائل الفائقة والنظم الجيد.

قال ابن بسام في كتاب " الذخيرة ": بلغني أنه ولد بالمسيلة وتأدب بها قليلاً، ثم ارتحل إلى القيروان سنة ست وأربعمائة. وقال غيره: ولد بالمهدية سنة تسعين وثلثمائة،، وأبوه مملوك رومي من موالي الأزد، وتوفي سنة ثلاث وستين وأربعمائة. وكانت صنعة أبيه في بلدة - وهي المحمدية - الصياغة، فعلمه أبوه صنعته، وقرأ الأدب بالمحمدية، وقال الشعر، وتاقت نفسه إلى التزيد منه وملاقاة أهل الأدب، فرحل إلى القيروان واشتهر بها ومدح صاحبها واتصل بخدمته، ولم يزل بها إلى أن هاجم العرب القيروان وقتلوا أهلها وأخربوها، فانتقل إلى جزيرة صقلية، وأقام بمازر إلى أن مات (٢) .


(١) ترجمة ابن رشيق في انباه الرواة ١: ٢٩٨ ومعجم الأدباء ٨: ١١٠ وشذرات الذهب ٣: ٢٩٧ وبغية الوعاة: ٢٢٠ وعنوان الأريب: ٥٢، وقد جمع الأستاذ الميمني شعره في كتاب سماه " النتف من شعر ابن رشيق وابن شرف " ثم قام الدكتور عبد الرحمن ياغي بجمعه وزاد فيه (دار الثقافة - بيروت: ١٩٦٢) .
(٢) ذكر القفطي إن ابن رشيق لما حل بصقلية نزل على ابن مطكود أمير مازر فأكرمه واختصه وقرأ عليه كتبه؛ قال: ومن جملة ما رأيته من قراءاته عليه كتاب العمدة في صنعة الشعر.. ولم يزل عنده إلى أن مات بمازر في حدود سنة خمسين وأربعمائة.

<<  <  ج: ص:  >  >>