للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٦٤٠ - (١)

[أبو عبد الله اليزيدي]

أبو عبد الله محمد بن العباس بن محمد اليزيدي النحوي - وسيأتي ذكر جده أبي محمد يحيى بن المبارك العدوي اليزيدي إن شاء الله تعالى -؛ كان محمد المذكور (٢) إماما في النحو والأدب ونقل النوادر وكلام العرب. ومما رواه أن أعرابيا هوي أعرابية فأهدى إليها ثلاثين شاة وزقا من خمر مع عبد له أسود فأخذ العبد شاة في الطريق فذبحها وأكل منها وشرب بعض الزق، فلما جاءها بالباقي عرفت أنه خانها في الهدية، فلما عزم على الانصراف سألها: هل لك من حاجة فأرادت إعلام سيده بما فعله في الطريق فقالت له: اقرأعليه السلام وقل له: إن الشهر كان عندنا محاقا، وإن سحيما راعي غنمنا جاء مرثوما، فلم يعلم العبد ما أرادت بهذه الكناية، فلما عاد إلى مولاه أخبره برسالتها ففطن لما أرادته، فدعا له بالهراوة وقال: لتصدقني وإلا ضربتك بهذه ضربا مبرحا، فأخبره الخبر، فعفا عنه، وهذه من لطائف الكنايات وأحلى الإشارات.

[وروى أبو محمد ابن قتيبة في هذا المعنى عن أبي حاتم عن الأصمعي قال: حدثني شيخ من بني العنبر قال: أسرت بنو شيبان رجلا من العرب من بني العنبر، فقال لهم: أرسل إلي أهلي ليفدوني فقالوا: ولا تكلم الرسول إلا بين أيدينا، فجاءوه برسول فقال له: ايت قومي فقل لهم: إن الشجر قد أورق وإن النساء قد أشكت، قال له: أتعقل قال: نعم، قال: فما هذا وأشار بيده، فقال: هذا الليل، فقال: أراك تعقل، انطلق فقل لأهلي: عروا جملي الأصهب واركبوا ناقتي الحمراء واسألوا حارثة عن أمري؛ فأتاهم الرسول، فأرسلوا إلى


(١) ترجمته في انباه الرواة ٣: ١٩٨ (وفي الحاشية ثبت بمصادر أخرى) ، وقد جاءت الترجمة موجزة في المختار، اقتصر فيها على حكاية الأعرابي.
(٢) محمد المذكور: سقطت من س ت ق بر من.

<<  <  ج: ص:  >  >>