كلثوم بن عمرو العتابي الشاعر المشهور، كان شاعرا خطيبا بليغا مجيدا، وهو من أهل قنسرين وقدم بغداد ومدح هارون الرشيد وغيره من الخلفاء، وله رسائل مستحسنة، وكان يتجنب غشيان السلطان قناعة وصيانة وتنزها وتعززا، وكان يلبس الصوف ويظهر الزهد، مترسل بليغ مطبوع متصرف في فنون من الشعر مقدم في الخطابة والرواية حسن العارضة والبديهة، من شعراء الدولة العباسية، وكان يقول بالاعتزال، فاتصل بالرشيد وكثر عليه من أمره فأمر فيه بأمر غليظ فهرب إلى اليمن وكان مقيما بها، فاحتال يحيى بن خالد إلى أن حمل للرشيد من خطبه ورسائله فاستحسن الرشيد ذلك وسأل عن الكلام لمن هو فقال يحيى: هو للعتابي، ولو حضر حتى يسمع منه الأمين والمأمون هذا الكلام ويصنع لهما خطبا لكان في ذلك صلاح، فأمر بإحضاره، فأخذ له يحيى الأمان واتصل الخبر بالعتابي فقال:
ما زلت في غمرات الموت منطرحا ... قد غاب عني وجوه الأمر من حيلي
(١) ترجمته وأخباره في تاريخ بغداد ١٢: ٤٨٨ وطبقات ابن المعتز: ٢٦١ والأغاني ١٣ ١٠٧ والشعر والشعراء: ٧٤٠ ومروج الذهب ٤: ١٤ والفهرست: ١٨١ وكتاب بغداد ٦٩، ٨٧ - ٨٩ ومعجم المرزباني: ٣٥١ والوزراء والكتاب: ١٨١ والموشح: ٤٤٩ والبيان والتبيين ١: ٥١ ومعجم الأدباء ١٧: ٢٦ واللباب ٢: ١١٨؛ وذكر له الكتبي ترجمة في الفوات (رقم: ٣٥٩) مع أنه استدرك على المؤلف، وقد انفردت النسخة ر بهذه الترجمة، ولم ترد في المختار أو في المطبوعة، ومعظم الترجمة يعتمد على ما جاء في تاريخ الخطيب؛ قلت: وقد صرح المؤلف في ترجمته لأبي منصور العتابي (رقم: ٦٦٩ عند وستنفيلد؛ ٦٣٠ في مطبوعة الشيخ عبد الحميد) أنه لم يترجم للعتابي الشاعر قال: " وكان ينبغي ذكره في هذا الكتاب وإنما أخللت به لأني لم أظفر له بوفاة، ومبنى هذا الكتاب على من عرفت وفاته ". فهذه من الزيادات التي لا سند للنسخة (ر) في إيرادها.