للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٢٤٤ - (١)

[أبو دلامة]

أبو دلامة زند بن الجون؛ كان صاحب نوادر وحكايات وأدب ونظم، وذكر الحافظ أبو الفرج ابن الجوزي في كتاب " تنوير الغبش " أنه كان أسود عبداً حبشياً [مولى لبني أسد وكان أوه عبداً لرجل منهم يقال له قصاقص فأعتقه. أدرك أبو دلامة آخر بني أمية ولم يكن له نباهة في أيامهم، ونبغ في أيام بني العباس، فانقطع إلى السفاح والمنصور والمهدي، وكانوا يقدمونه ويفضلونه ويستطيبون نوادره، ومدح المنصور وذكر قتله أبا مسلم من جملة قصيدة فقال فيها:

أبا مسلم خوفتني القتل فانتحى ... عليك بما خوفتني الأسد الورد

أبا مسلم ما غير الله نعمة ... على عبده حتى يغيرها العبد وأنشدها المصنور في ملإ من الناس فقال له: احتكم، فقال له: عشرة آلاف درهم، فأمر له بها، فلما خلا به قال: أما والله لو تعديتها لقتلتك. وقد قيل إنه بقي إلى خلافة الرشيد ولا يثبت، وكان مطبوعاً كثير النوادر] .

وقال محمد بن زياد (٢) : سمعت ثعلباً يقول: لما ماتت حمادة بنت عيسى ابنة عم أبي جعفر فحضر جنازتها وجلس لدفنها وهو متألم لفقدها كئيب عليها وهي زوجته، فأقبل أبو دلامة وجلس قريباً منه، فقال له المنصور: ويحك! ما


(١) أخبار أبي دلامة في تاريخ بغداد ٨: ٤٨٨ والشعر والشعراء: ٦٦٠ والأغاني ١٠: ٢٤٧ وطبقات ابن المعتز: ٥٤ والمؤتلف: ٢٣١ ومعاهد التنصيص ٢: ٢١١ والدميري ١: ١٦٣ وشذرات الذهب ١: ٢٤٩ ومعجم الأدباء ١١: ١٦٥ (وبروكلمان ٢: ١٨) وله طرائف منثورة في الكتب الأدبية العامة؛ ولم ترد ترجمته في م؛ وهي موجزة في س.
(٢) في المسودة: ومن نوادره أنه توفي لأبي جعفر المنصور ابنة عم ... وذكر الخطيب في تاريخ بغداد أن هذه الميتة هي حمادة ابنة عيسى زوجة المنصور، وعيسى المذكور هو عم المنصور.

<<  <  ج: ص:  >  >>