للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأفهام من أضغاث الأحلام، وأما قول سفيان الثوري فإنه أشار بالاستظهار والتوثقة والأخذ بالحزم والحيطة وهذه طريقة أهل الورع وذوي الاستقصار والمشفقين على نفوسهم من أهل الدين، وفتيا أبي حنيفة في هذا عين الحق وجل الفقه، وأي هاتين المحجتين سلك من نزلت به هذه النازلة وعرضت له هذه الحادثة فهو مصيب محسن على ما بينا فيهما من الفصل بين المنزلتين، وأما ما أفتى به شريط فتعجب زفر منه واقع في موضعه ولا وجه في الصحة لما أشار به. وقد أصاب زفر أيضاً في الوجه الذي ضربه له وارى شريكاً توهم أن الرجعة لا تحقق إلا مع تحقق الطلاق فأمر باستئناف تطليقة لتصح الرجعة بعدها وهذا مختل فاسد ولو كان كما يرى أنه توهمه لما أثرت الرجعة إلا في التطليقة التي أوقعها وتيقنها دون التي أشفق من تقدمها وهو على غير يقين منها، ولو ان رجلاً وكل رجلاً في طلاق زوجته ثم غاب الوكيل فأشفق من تطليقه إياها عليه فأشهد على رجعتها وهو غير عالم بوقوعها ثم تبين أنها وقعت قبل مراجعته لصحت رجعته، وكذلك لو كتب إلى زوجته بطلاقها إذا وصل إليها كتابه ثم أشهد على الرجعة بعد الوصول وقبل انقضاء العدة لكانت المراجعة صحيحة لوقتها بعد الطلاق الذي لم يكن عالماً به] (١) .

ومولده سنة عشر ومائة وتوفي في شعبان سنة ثمان وخمسين ومائة، رحمه الله تعالى.

وزفر: بضم الزاي وفتح الفاء وبعدها راء.

والهذيل: بضم الهاء وفتح الذال المعجمة وسكون الياء المثناة من تحتها وبعدها لام.


(١) زيادة من د ص ر.

<<  <  ج: ص:  >  >>