للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٥٨١ - (١)

[أبو زيد المروزي]

أبو زيد محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد، المرزوي الفاشاني الفقيه الشافعي، كان من الأئمة الأجلاء، حسن النظر مشهورا بالزهد حافظا للمذهب، وله فيه وجوه غريبة. أخذ الفقه عن أبي إسحاق المرزوي، وأخذ عنه أبو بكر القفال المرزوي، ودخل بغداد وحدث بها، وسمع منه الحافظ أبو الحسن الدارقطني ومحمد بن أحمد بن القاسم المحاملي، ثم خرج إلى مكة فجاور بها سبع سنين، وحدث هناك بصحيح البخاري عن محمد بن يوسف الفربري، قال الخطيب: وأبو زيد أجل من روى هذا الكتاب. وقال أبو بكر البزار (٢) : عادلت الفقيه أبا زيد من نيسابور إلى مكة فما أعلم أن الملائكة كتبت عليه، يعني خطيئة. وقال أحمد (٣) بن محمد الحاتمي الفقيه: سمعت أبا زيد المروزي يقول: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام وأنا بمكة، وكأنه يقول لجبريل عليه السلام: يا روح الله اصحبه إلى وطنه (٤) .

وكان في أول أمره فقيرا لا يقدر على شيء فكان يعبر الشتاء بلا جبة مع شدة البرد في تلك البلاد، فإذا قيل له في ذلك يقول: بي علة تمنعني من لبس المحشو، يعني به الفقر. وكان لا يشتهي أن يطلع أحدا على باطن حاله، ثم أقبلت عليه الدنيا في آخر عمره وقد أسن وتساقطت أسنانه فكان لا يتمكن


(١) ترجمته في تاريخ بغداد ١: ٣١٤ وطبقات الشيرازي: ١١٥ والبصائر ١: ٤٠٦ والمنتظم ٧: ١١٢ والوافي ٢: ٧١ وطبقات السبكي ٢: ١٠٨ والشذرات ٣: ٧٦ وطبقات الحسيبي: ٣٠ وطبقات العبادي: ٩٣ وعبر الذهبي ٢: ٣٦٠.
(٢) المختار: الخباز؛ لي: البزاز، وانظر تبصير المنتبه ١: ١٤٨.
(٣) ر ن: أبو الحسن أحمد.
(٤) وقال أحمد ... وطنه: سقط من س لي ل ت بر.

<<  <  ج: ص:  >  >>