للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(١) ٦٦٦

[ابن سكرة الشاعر]

أبو الحسن محمد بن عبد الله بن محمد، المعروف بابن سكرة الهاشمي البغدادي الشاعر المشهور، وهو من ولد علي بن المهدي بن أبي جعفر المنصور الخليفة العباسي؛ قال الثعالبي في ترجمته (٢) : هو شاعر متسع الباع في أنواع الإبداع، فائق في قول الطرف والملح على الفحول والأفراد، جار في ميدان المجون والسخف ما أراد، وكان يقال ببغداد: إن زمانا جاد بمثل ابن سكرة وابن حجاج لسخي جدا، وما شبها إلا بجرير والفرزدق في عصرهما. ويقال إن ديوان ابن سكرة يربي على خمسين ألف بيت (٣) ، فمن بديع تشبيهه ما قاله في غلام رآه وفي يده غصن وعليه زهر، وهو:

غصن بان بدا وفي اليد منه ... غصن فيه لؤلؤ منظوم


(١) ترجمته في تاريخ بغداد ٥: ٤٦٥ والمنتظم ٧: ١٨٦ والوافي ٣: ٣٠٨ وعبر الذهبي ٣: ٣٠ والشذرات ٣: ١١٧.
(٢) اليتيمة ٣: ٣.
(٣) زاد هنا في مج زيادة نستبعد أن تكون من عمل المؤلف ولهذا نثبتها في الحاشية لا في المتن وهي: " منها في قينة سوداء تسمى خمرة أكثر من عشرة آلاف بيت؛ وحكى أبو طاهر ميمون بن سهل الواسطي أن ابن سكرة حلف بطلاق امرأته وهي بنت عمه أنه لا يخلي بياض يوم من سواد شعر في هجاء خمرة، ولما شعرت امرأته وهي بنت عمه أنه لا يخلي بياض يوم من سواد شعر في هجاء خمرة، ولما شعرت امرأته بالقصة كانت كل يوم إذا انفتل زوجها من الصبح تجيئه بالدواة والقرطاس وتلزم مصلاه لزوم الغريم، فلا تفارقه ما لم يقرض ولو بيتاً في ذكرها وهجائها، وكان يقول ابن سكرة: ما رأيت هجاء بمستحث غير هذا، فمن قوله فيها:
عجبت لخمرة البخراء أني ... أقامت مع مؤاجرها زمانا
وليس (لفعله) طول ولكن ... (يبيك) به ويردفه لسانا
لحاه الله كيف يدس فيها ... لساناً ربما درس القرانا " قلت: وانظر جانباً من هذا الخبر في الهفوات النادرة: ٣٧٧ - ٣٧٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>