أبو القاسم يوسف بن أحمد بن يوسف بن كج الكجي الدينوري؛ كان أحد أئمة الشافعية، صحب أبا الحسين ابن القطان، وحضر مجلس أبي القاسم عبد العزيز الداركي، وجمع بين رياسة العلم والدنيا، وارتحل الناس إليه من الآفاق للاشتغال عليه بالدينور رغبة في علمه وجودة نظره، وله وجه في مذهب الشافعي رضي الله عنه، وصنف كتباً كثيرة انتفع بها الفقهاء.
قال أبو سعد ابن السمعاني: لما انصرف أبو علي الحسين بن شعيب السنجي من عند الشيخ أبي حامد الإسفرايني اجتاز به فرأى علمه وفضله، فقال له: يا أستاذ، الاسم لأبي حامد والعلم لك، فقال: ذاك رفعته بغداد وحطتني الدينور.
وتولى القضاء ببلده، وكانت له نعمة كثيرة. وقتله العيارون بالدينور في ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان سنة خمس وأربعمائة، رحمه الله تعالى.
وكج: بكاف مفتوحه وجيم مشددة. وقد تقدم الكلام على الدينور فأغنى عن الإعادة، والكجي: نسبة إلى جده المذكور.