للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(١) ٤٤٨

[ابن حزم الظاهري]

أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم بن غالب بن صالح بن معدان بن سفيان بن يزيد، مولى يزيد بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس الأموي، وجده يزيد أول من أسلم من أجداده، وأصله من فارس، وجده خلف أول من دخل الأندلس من آبائه. ومولده بقرطبة من بلاد الأندلس يوم الأربعاء قبل طلوع الشمس سلخ شهر رمضان سنة أربع وثمانين وثلثمائة في الجانب الشرقي منها.

وكان حافظاً عالماً بعلوم الحديث وفقهه، مستنبطاً للأحكام من الكتاب والسنة بعد أن كان شافعي المذهب، فانتقل إلى مذهب أهل الظاهر، وكان متفنناً في علوم جمة، عاملاً بعلمه، زاهداً في الدنيا بعد الرياسة التي كانت له ولأبيه من قبله في الوزارة وتدبير الممالك، متواضعاً ذا فضائل جمة وتواليف كثيرة، وجمع من الكتب في علوم الحديث والمصنفات والمسندات شيئاً كثيراً، وسمع سماعاً جماً، وألف في فقه الحديث كتاباً سماه " الإيصال إلى فهم كتاب الخصال الجامعة (٢) لحمل شرائع الإسلام في الواجب والحلال والحرام والسنة والإجماع " أورد فيه أقوال الصحابة والتابعين ومن بعدهم من أئمة المسلمين، رضي الله عنهم أجمعين، في مسائل الفقه، والحجة لكل طائفة وعليها، وهو كتاب كبير، وله كتاب " الإحكام لأصول الأحكام " في غاية التقصي وإيراد


(١) ترجمته في جذوة المقتبس: ٢٩٠ وبغية الملتمس (رقم ١٢٠٤) والذخيرة ١/١: ١٤٠ وطبقات صاعد: ٨٦ والمطمح: ٤٥ والمغرب ١: ٣٥٤ والمعجب: ٣٠ ومعجم الأدباء ١٢: ٢٣٥ وتاريخ الحكماء: ١٥٦ والنفح ٢: ٧٧ وتذكرة الحفاظ: ١١٤٦ وعبر الذهبي ٣: ٢٣٩ والشذرات ٣: ٢٩٩، وفي طوق الحمامة مادة صالحة في شئون حياته وأخباره، وقد كتبت عنه في العصر الحديث دراسات متعددة، ونشر من آثاره عدد غير قليل؛ وقد تابع ابن خلكان في هذه الترجمة ما كتبه الحميدي وابن بشكوال، وهي مستوفاة في المسودة بكاملها.
(٢) ر: كتاب الأفضال إلى الفهم وكتاب الخصال البديعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>