للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فاستحسنوا منه ذلك وعابوا عليه كونه مفردا، فقال [أبو] العذافير ورد ابن سعد العمى (١) :

علم المفحمين أن ينظموا الأش ... عار منا والباخلين السخاء فاستحسنوا منه ذلك.

وكان الفضل كثير البر بأبيه، وكان أبوه يتأذى من استعمال الماء البارد في زمن الشتاء. فيحكى أنهما لما كانا في السجن لم يقدرا على تسخين الماء، فكان الفضل ياخذ الإبريق النحاس وفيه الماء فيلصقه إلى بطنه زمانا عساه تنكسر برودته بحرارة بطنه حتى يستعمله أبوه بعد ذلك.

واخباره كثيرة. وكانت ولادته لسبع بقين من ذي الحجة سنة سبع (٢) وأربعين ومائة [وذكر الطبري في تاريخه في أول خلافة هارون الرشيد أن مولد الفضل بن يحيى سنة ثمان وأربعين، والله أعلم] (٣) . وتوفي بالسجن سنة ثلاث وتسعين ومائة في المحرم غداذ جمعة بالرقة، وقيل إنه توفي في شهر رمضان سنة اثنتين وتسعين ومائة، رحمه الله تعالى.

ولما بلغ الرشيد موته قال: أمري قريب من أمره، وكذا كان، فإنه توفي بطوس سنة ثلاث وتسعين ومائة ليلة السبت لثلاث خلون من جمادى الآخرة، وقيل النصف منه، وقيل ليلة الخميس النصف من جمادى الأولى، وقال ابن اللبان الفرضي: في شهر ربيع الآخر، مع اتفاقهم على السنة وقد تقدم أنه كان قرينه في الولادة أيضا [وترتب في الخلافة ولده المين محمد والمأمون صاحب خراسان] .


(١) م: العذافر بن ورد بن سعد القمي وكذلك في المختار بإسقاط " بن سعد " وفي ر: العذافر بن ورد التيمي، وفي أصول البيان ١: ١٤٢ العذافر الكندي، وذكره المرزباني (الموشح: ١٨٥ والمعجم ٥١٢) بكنيته: (أبو العذافر الكندي) وكذلك ذكره البكري (السمط: ٦٩٦ - ٦٩٧) والخبر الذي أورده المؤلف منقول عن الجهشياري: ١٩٥ وفيه: أبو العذافر ورد بن سعد التيمي، وهو شاعر ترجم له ابن الجراح في الورقة: ٣ وكان قد صحب علي بن عيسى بن ماهان إلى خراسان ثم اتصل بالفضل بن يحيى.
(٢) هامش المختار: وقيل ثمان.
(٣) ما بين معقفين انفردت به ر.

<<  <  ج: ص:  >  >>