للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى الله فيما نالنا نرفع الشكوى ... ففي يده كشف المضرة والبلوى

خرجنا من الدنيا ونحن من أهلها ... فلا نحن في الأموات فيها ولا الأحيا

إذا جاءنا السجان يوما لحاجة ... عجبنا وقلنا: جاء هذا من الدنيا (١) وقد مدح البرامكة جميع شعراء عصرهم، فمن ذلك قول مروان بن أبي حفصة، وقيل إنها لأبي الحجناء في الفضل المذكور:

عند الملوك منافع ومضرة ... وأرى البرامك لا تضر وتنفع

إن كان شر كان غيرهم له ... والخير منسوب إليهم أجمع

وإذا جهلت من امرئ أعراقه ... وقديمه فانظر إلى ما يصنع

إن العروق إذا استسر بها الندى ... أشب (٢) النبات بها وطاب المزرع وغضب الرشيد على العتابي فشفع له الفضل فرضي عنه، فقال:

ما زلت في غمرات الموت مطرحا ... يضيق عني وسيع الرأي والحيل

فلم تزل دائما تسعى بلطفك لي ... حتى اختلست حياتي من يدي اجلي ومدحه أبو نواس بقصائد، قال في بعضها:

سأشكو إلى الفضل بن يحيى بن خالد ... هواك لعل الفضل يجمع بيننا فقيل له: قد أسأت المقال في المخاطبة بهذا القول، فقال: أردت جمع تفضل لا جمع توصل، وتبعه المتنبي بقوله:

عل الأمير يرى ذلي فيشفع لي ... إلى التي صيرتني في الهوى مثلا وعمل فيه بعض الشعراء بيتا واحدا وهو:

ما لقينا من جود فضل بن يحيى ... ترك الناس كلهم شعراء


(١) هذا البيت متقدم على الذي قبله في ر.
(٢) ر: أشر.

<<  <  ج: ص:  >  >>